هنّ _ خاص
عائشة البلوشية، مصممة عبايات شابة وطالبة جامعية في تخصص اللغة الإنجليزية، بدأت رحلتها في عالم الأزياء منذ طفولتها حيث استوحت شغفها من والدتها. أطلقت علامتها “ASH CLOSET” لتقدم من خلالها تصاميم تجمع بين التراث العماني والحداثة. تسعى عائشة من خلال أعمالها إلى تعزيز مكانة العباية كرمز للأناقة والتميّز في عالم الموضة.
في السطور القادمة، نسلط الضوء على بداياتها، تحدياتها، وتأثير الثقافة العمانية على إبداعاتها.
هكذا كانت البدايات
بدأت رحلة عائشة في مجال تصميم العبايات منذ صغرها، حيث كانت محاطة بجمال الأزياء التقليدية العمانية، إذ إن عائلتها كانت تحرص على ارتداء الملابس التقليدية في مناسباتهم. كانت تراقب والدتها وهي تخيط الملابس التقليدية لهم، مما أشعل في قلبها شغف التصميم. اختارت هذا المجال بالتحديد لأنه يجمع بين التراث والحداثة، ويعكس هوية المرأة العمانية. شعرت بأن العباية ليست مجرد قطعة ملابس، بل تعبير عن الثقافة والفن. هذا الدافع دفعها للغوص في تفاصيل التصميم واستكشاف كيفية دمج الأصالة مع الابتكار، مما أتاح لها الفرصة للتعبير عن رؤيتها الفنية والمساهمة في تعزيز مكانة العباية في عالم الموضة.
تأثير الثقافة العمانية
الثقافة العمانية تركت تأثيرًا عميقًا على تصاميم عائشة، فهي تعكس التراث الغني والهوية الفريدة للمرأة العمانية. استمدت إلهامها من الألوان والتفاصيل التقليدية، مثل النقوش والزخارف المستخدمة في الملابس العمانية، وعملت على دمجها بطريقة حديثة تعكس ذوق الجيل الجديد.
كذلك، الطبيعة الخلابة للسلطنة، من جبالها وسهولها إلى سواحلها، كانت مصدر إلهام لها في اختيار الألوان والخامات. تستمتع بالتفاعل مع المجتمع العماني واستلهام أفكار جديدة من البيئة المحيطة، مما يساهم في تصميم عبايات تعكس ليس فقط الجمال، بل أيضًا روح الهوية العمانية.
فرادة في التصميم
في سبيل تحقيق التفرد، تقوم عائشة أولاً بتصميم قطع محدودة بعدد بسيط جداً، حيث كانت فكرة “ASH CLOSET” موجهة للفتيات اللواتي يبحثن عن التميز بقطع فريدة. أسلوبها في التصميم يتسم بالتوازن بين الأصالة والحداثة، وتركز على استخدام أقمشة ذات جودة عالية مثل الحرير والشيفون والدانتيل، التي تضفي لمسة من الفخامة على العباءات. أما بالنسبة للقصات، فهي تميل إلى تصميم قصات مريحة وأنثوية، مع تفاصيل دقيقة تضيف لمسة جمالية لتصاميمها، مما يجعلها تواكب الموضة. تحب أن تدمج العناصر التقليدية مع لمسات عصرية، مما يمنح تصاميمها طابعًا فريدًا.
بالنسبة للألوان، تختار عائشة مجموعة متنوعة تتراوح بين الألوان الدافئة والزاهية، حيث تستخدم ألواناً مثل الأزرق العميق، والذهبي، والأحمر، لتضفي لمسة من الأناقة. تعتبر أن كل تصميم يجب أن يعبر عن شخصية المرأة ويمنحها الثقة في إطلالتها، كما أن اللون الأسود يحتل جزءًا كبيرًا من تصاميمها، كونه لون العباية الذي يتناسب مع كل الأذواق.
تحديات تغلبت عليها
كمصممة أزياء عمانية، واجهت عائشة عدة تحديات في رحلتها، من أبرزها الحاجة إلى إثبات نفسها في مجال يتسم بالتنافسية العالية. بالإضافة إلى ذلك، كان عليها كمصممة أزياء تقديم ما يريده الزبائن والبقاء مواكبة للموضة بشكل مستمر.
للتغلب على هذه التحديات، عملت على بناء شبكة من الدعم من مصممين وفنانين آخرين، مما أتاح لها تبادل الأفكار والخبرات. كما حرصت على تطوير مهاراتها من خلال حضور ورش عمل ودورات تدريبية في التصميم، مما زاد من ثقتها وقدرتها على الابتكار في تصاميم العباءات.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الجمهور وعرض أعمالها، مما ساعدها في الوصول إلى شريحة أوسع من المتلقين. هذه التجارب علّمتها أهمية الصبر والإصرار، ودفعتها للاستمرار في مسيرتها رغم التحديات.
أهم اللحظات نحو النجاح؟
هناك عدة لحظات مفصلية في مسيرة عائشة تعتبرها دافعًا نحو النجاح. واحدة من أبرزها كانت عندما حصلت على فرصتها الأولى لعرض تصاميمها في بوتيك محلي، حيث كان هذا الحدث بمثابة نقطة انطلاقة لها، إذ لقيت تصاميمها ردود فعل إيجابية من الزبائن والمختصين في المجال، مما عزز ثقتها بنفسها.
لحظة أخرى كانت عندما عُرضت عليها فرص المشاركة في العديد من البوتيكات المحلية. ولكنها كانت شديدة الحرص على اختيار الأماكن التي تعرض فيها تصاميمها، لضمان أن تتناسب رؤيتها مع الهوية التي ترغب في تمثيلها.
أيضًا، عندما بدأت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أعمالها، لاحظت زيادة كبيرة في التفاعل والاهتمام بتصاميمها، مما ساعدها على بناء قاعدة جماهيرية قوية. إضافة إلى ذلك، فإن تصاميمها اليوم لم تعد مقتصرة على السوق المحلي، بل وصلت إلى دول الخليج أيضًا، وطموحها الوصول إلى العالمية.
كل هذه اللحظات شكلت دفعة قوية لها، وجعلتها تؤمن بقدراتها أكثر، مما ساهم في تعزيز مسيرتها في تصميم الأزياء. اليوم، تشعر بالفخر والنجاح عندما ترى تصاميمها في اثنين من أفضل بوتيكات الأزياء في عمان، مما يعكس سنوات من العمل والتفاني.
التمسك بالعادات والتقاليد
تؤمن عائشة بأن الابتكار والتمسك بالعادات والتقاليد يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب بشكل متكامل. فهي تحرص في تصاميمها على دمج العناصر التقليدية، مثل النقوش والزخارف التي تعكس التراث العماني، مع لمسات عصرية تعكس اتجاهات الموضة الحديثة.
تبدأ أولاً بفهم العادات والتقاليد المرتبطة بالعباءة، مثل الألوان المستخدمة والقصات المفضلة. ثم تضيف لمسات جديدة من خلال اختيار أقمشة مبتكرة وتفاصيل تصميم فريدة، مما يمنح القطعة طابعًا عصريًا.
من خلال هذا النهج، تستطيع عائشة خلق تصاميم تحترم الجذور الثقافية وتواكب في الوقت نفسه التطورات الحديثة، مما يتيح للمرأة العمانية التعبير عن هويتها بطرق جديدة ومبتكرة.
رسالتي للمرأة العمانية
بمناسبة يوم المرأة العمانية، توجه عائشة رسالة ملهمة لكل امرأة عمانية تسعى لتحقيق أحلامها. تدعوها إلى أن تدرك أن طموحاتها تستحق السعي والمثابرة، وأن لا تتردد في متابعة شغفها، فكل خطوة تخطوها تقربها من أهدافها.
تشجع عائشة النساء على الثقة بأنفسهن وبقدراتهن، وعدم السماح لأي تحدٍ أو عقبة بالوقوف في طريقهن. تحثهن على استلهام تجارب النساء الرائدات اللواتي سبقنهن وابتكار مسارهن الخاص. وتذكرهن بأن القوة تكمن في الإصرار والعزيمة، وبضرورة الاحتفاء بإنجازاتهن مهما كانت صغيرة.
الإنستغرام: ash.closet.om@