spot_img
المزيد

    لبنى المغيرية..  أزياء مستدامة تعكس هوية المرأة العمانية المعاصرة

    spot_img

    هنّ _ خاص

    لبنى المغيرية، مصممة أزياء عمانية متخصصة في تصميم الأزياء المستدامة. نشأت في بيئة تعشق الحرف والفن، حيث ورثت حب تصميم الأزياء وحرفة الخياطة من والدتها. تعمل على مزج الفن التقليدي مع اللمسات العصرية، مواكبةً للتغيير الثقافي مع الحفاظ على العادات والتقاليد، لإبراز هوية المرأة العمانية المعاصرة من خلال تصاميمها. المزيد عنها في هذا الحوار:

    كيف كانت بدايتك في مجال التصميم؟

    بدأت رحلتي في مجال التصميم منذ الطفولة، حيث كنت أهوى الرسم وأعبّر عن أفكاري على الورق. وقد ورثت هذه الحرفة من والدتي، بينما كنت أقضي الكثير من الوقت في مشغل والدتي وشاهدت التصاميم تتحول إلى إبداعات راقية. ولّدت هذه التجربة الأساسية رغبتي في إنشاء وتنفيذ تصميماتي الخاصة، مما عزز شغفي وجعلني أكثر ارتباطًا بها. تطور هذا الشغف ليصبح حبًا لتصميم الأزياء، فتحولت هذه الهواية تدريجيًا إلى مهنة. رغم أنني درست تخصص التسويق في جامعة السلطان قابوس ولم تكن لدي خلفية أكاديمية في مجال الأزياء، إلا أن شغفي ظل معي طوال سنوات الجامعة، حيث سعيت لتثقيف نفسي في مجال الأزياء المستدامة. بعد التخرج، قررت أن أتعمق أكثر في هذا المجال، وواجهت الكثير من التحديات التي تعلمت منها واستثمرت وقتًا كبيرًا في تطوير مهاراتي. وربما لو أنني درست تصميم الأزياء بشكل أكاديمي، لكنت قطعت شوطًا أطول في وقت أقصر. ولكن بفضل الله تعالى وإصراري ودعم أسرتي، تمكنت من تطوير مهاراتي وأسست مشروعي الخاص في تصميم الأزياء المستدامة.

    ‏ما الذي يميز خط الأزياء الذي تقدمينه؟

    أتميز بالتزامي القوي بالحرفية، حيث ان خط الأزياء الخاص بي يتميز بتصميم أزياء مخصصة من مجموعة ملهمة تستهدف المرأة الواثقة من نفسها وأنيقة ومتطورة، النساء اللاتي يبحثن عن أزياء خالدة ومصنوعة بشكل جيد ومتعددة الاستخدامات، لا تتأثر بشكل جذري بمرور الزمن أو بتغيرات الموضة. احرص على تقديم التصاميم المستدام والممارسات الأخلاقية. وتحقيقًا لهذه الغاية، أتعاون فقط مع الشركات والمصانع اللاتي تتشارك نفس المبادئ.

    ما الذي دفعكِ لاختيار تصميم العباءات الملونة كجزء من هويتكِ في عالم الأزياء؟

    أؤمن بأن الأزياء يجب أن تتطور لتواكب التغيرات الثقافية عبر الزمن، ولكن من الضروري أن يتم هذا التطور مع الحفاظ على الهوية والتمسك بالعادات والتقاليد. لذلك، حرصت في تصميماتي على أن أعكس هذا التوازن، حيث أضفت لمسات عصرية للعباية دون أن أفقدها جوهرها التقليدي والغرض الأساسي منها. اخترت العباءات الملونة لأنها تعبر عن روح المرأة العمانية الزاهية التي تجمع بين التقاليد والعصرية. أردت أن أكسر القالب التقليدي للعباية وأضفي عليها لمسات جديدة تعكس تنوع وثراء الثقافة العمانية.

    ما هي الرؤية التي تستندين إليها في تقديم أزيائك؟ وكيف تعززين مفهومها في علامتك التجارية؟

    رؤيتنا تتجسد في تقديم أزياء مستدامة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية، حيث نهدف إلى تعزيز مفهوم الموضة البطيئة التي تركز على الجودة والأصالة في كل جوانب عملنا. نؤمن بأن الأزياء يجب أن تمتاز بعمر طويل وقيمة خالدة، لذا نحرص على إنتاج قطع تتمتع بجودة عالية، مما يقلل من الحاجة للتجديد المتكرر ويعزز الاستخدام المتعدد.

    نلتزم بممارسات أخلاقية تشمل الشفافية والنزاهة في كل مرحلة، بدءاً من صناعة الأزياء وحتى التغليف والشحن. نعمل على تقليل الهدر في ورشتنا، مما يعكس التزامنا بالاستدامة. نسعى لتقديم تجربة مميزة لعملائنا، حيث تتلاقى الأناقة مع الرفاهية، مع التأكيد على أهمية الاستدامة في عالم صناعة الأزياء.

    كيف تساعد تصاميم العباءات الملونة على تمكين المرأة العمانية من التعبير عن شخصيتها وأسلوبها الخاص؟

    تصاميم العباءات الملونة تمنح المرأة العمانية فرصة للتعبير عن شخصيتها بأسلوب فريد ومتنوع، حيث توفر لها مرونة أكبر في تنسيقها بطرق مختلفة وبأساليب متعددة، مما يجعلها أكثر استدامة وعملية. ومع ذلك، أؤمن بأن العباية السوداء تظل رمزًا للفخامة والرقي، ولا يمكن أن نتجاهل أو نقلل من أهميتها ومكانتها. فهي تبقى جزءًا لا يتجزأ من هوية المرأة العمانية وأناقتها.

    ما هي التحديات التي واجهتكِ عند تقديم تصاميم ملونة في مجتمع يفضل الألوان الكلاسيكية كالأسود بشكل خاص؟

    كان أحد التحديات التي واجهتني هو تقبل المجتمع لفكرة العباءات الملونة، خاصة في مجتمع يفضل الألوان التقليدية. ولكن لاحظت أن هناك اهتماماً متزايداً بالتصاميم العصرية التي تعكس شخصية المرأة العمانية وتناسب العصر الحديث. اعتمدت في تصاميمي على الدمج بين الكلاسيكية والعصرية بأسلوب جذاب وأنيق، مما جعلها تتلاءم مع الزمن ومتطلبات الموضة الحالية.

    كما حرصت على أن تكون تصاميمي مناسبة لفئات عمرية مختلفة، بحيث يمكن للأم وابنتها ارتداء نفس التصميم بشكل يعكس روح العصرية والراحة، مع الحفاظ على الطابع التقليدي والهوية. بالإضافة إلى ذلك، كانت أصعب التحديات التي واجهتنا هي ضبط الجودة من ناحية المقاس، الخامة، والخياطة، خاصةً عند إنتاج مجموعة للتجزئة. ركزنا على اختيار الخامات عالية الجودة والتعامل مع المصانع التي تلتزم بالممارسات الأخلاقية وأعلى معايير الجودة في الخياطة، مما يضمن أن تكون العباءات مريحة، ساترة، وعصرية، وتلبي توقعات عملائنا من حيث الجودة والتميز والاستدامة.

    كيف تستلهمين أفكارك لتصاميم العباءات؟ وهل هناك عناصر من التراث العماني تحرصين على دمجها في تصاميمكِ؟

    أستلهم أفكاري من الطبيعة، الثقافة، والفن العماني، وأحرص دائماً على دمج العناصر التقليدية مثل الزخارف العمانية والتطريزات التي تضفي طابعاً مميزاً وأصيلاً على التصاميم. بالإضافة إلى ذلك، أتابع التوجهات السنوية في عالم الأزياء التي تحددها الشركات المتخصصة بتحليل البيانات، حيث أراعي هذه التوجهات عند تطوير مفاهيم التصميم. لا أتبع التوجه بشكل كامل، ولكنني أستفيد من أجزاء منه بما يتلاءم مع هوية تصاميمي وثقافة المجتمع العماني. أقوم بالتركيز على دمج العناصر المستوحاة من التراث العماني مع لمسات عصرية لتقديم تصاميم تمزج بين الحداثة والتقاليد بشكل يعكس روح المرأة العمانية ويواكب التطور في عالم الموضة.

    برأيكِ، كيف تطورت فكرة العباءة من قطعة تقليدية إلى قطعة أزياء عصرية تلائم المرأة العصرية؟

    تطورت فكرة العباية من قطعة تقليدية إلى قطعة أزياء عصرية لأنها انعكاس طبيعي للتطور الذي نعيشه في جميع مجالات الحياة. من المهم أن تتطور الأزياء مع الزمن مع الحفاظ على الإرث والعادات والتقاليد، وهذا ما حدث مع العباية. الحداثة لم تغير جوهر العباية، بل أضافت إليها لمسات عصرية تعكس شخصيات وأذواق النساء المختلفة. وبينما تتطور العباية، فإنها لا تفقد هويتها أو حشمتها، بل تستمر في إبراز أنوثة المرأة وأناقتها بطريقة تتماشى مع العصر، مما يضمن استمرارها كرمز للهوية والأناقة يتوارثه الأجيال.

    كيف تتعاملين مع تطلعات زبوناتكِ وما هي التوجهات التي تلاحظينها في طلباتهن؟

    أحرص دائمًا على الاستماع إلى زبوناتي وفهم احتياجاتهن، وألاحظ أن هناك توجهًا متزايدًا نحو التصاميم المستدامة والمتعددة الاستخدامات. تفضل الزبونات القطع التي يمكن ارتداؤها بطرق متعددة أو تنسيقها بأساليب مختلفة، مما يجعلها عملية ومناسبة للعديد من المناسبات. لذا، أركز على تصميم عباءات قابلة للتنسيق بشكل مرن مع القطع الأخرى، بحيث يمكن للمرأة العمانية ارتداؤها بأكثر من أسلوب، مما يعكس أناقتها ويمنحها مرونة أكبر في تنسيق إطلالاتها. كما أنني أحرص على دمج العناصر التقليدية مع اللمسات العصرية لجعل التصاميم تتماشى مع ذوق الزبونات المتنوع واحتياجاتهن المتغيرة.

    ما هو هدفكِ القادم؟ وهل تسعين لتوسيع نطاق عملكِ ليشمل الأسواق الإقليمية أو العالمية؟

    الهدف من تصميم العباءات الملونة هو تطويرها لتواكب التغيرات الثقافية عبر الزمن، وإبراز العباية كقطعة فنية تعبر عن هوية المرأة العمانية. كل مجموعة من تصاميمي مستوحاة من مفهوم أو موضوع معين، مما يضفي عليها عمقاً وقيمة. أسعى دائماً لأن تكون تصاميمي لها قيمة ملموسة، مستلهمة من الإرث العماني مثل المجوهرات والنقشات. وبالتأكيد أطمح في المستقبل لوضع عمان على خارطة الأزياء العالمية المستدامة انسجاماً مع رؤية عمان 2040 وتمثيلها في المحافل الدولية. كما أسعى لتوسيع نطاق عملي للوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، لأُعرف بتصاميمي وأشارك الثقافة العمانية والعربية مع العالم.

    بمناسبة يوم المرأة العمانية، ما هي رسالتكِ للنساء العمانيات اللواتي يرغبن في التميز بأسلوبهن الخاص من خلال الموضة؟

    تعتبر المرأة العمانية ركيزة أساسية في مسيرة بناء الوطن والمضي قدماً نحو نهضته المتجددة. بمناسبة يوم المرأة العمانية، رسالتي لكل امرأة عمانية هي أن تظهري كرمز للإلهام من خلال أناقتك واختياراتك اليومية. كوني مصدراً للأنوثة بأسلوبك المميز والمحتشم، واغتني بتعبيرك عن ذاتك. من المهم أن تفتخري بتراثك وهويتك، وأن تعبري عن نفسك بجرأة وثقة. الموضة هي وسيلة رائعة للتعبير عن الذات، فلتكوني دائماً فريدة ومميزة لتصبحي مثالاً يحتذى به للمرأة العمانية في المحافل الدولية.

    حساب الإنستغرام :lubnaalmughairi

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا