spot_img
المزيد

    خلود الرئيسية: قائدة استراتيجية في القطاع المصرفي

    spot_img

    هنّ _ خاص

    تُمثل خلود الرئيسية، مدير الاستراتيجية والتخطيط في بنك الإسكان العماني، نموذجًا للمرأة العمانية الطموحة والناجحة. بخبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في القطاع المصرفي، إستطاعت خلود أن تثبت نفسها في دورها كقائدة في مجال الإستراتيجية، والمساهمة في تقديم رؤية واضحة لتطوير المؤسسات التي عملت بها. في هذا اللقاء الخاص، نحتفي بمسيرتها المليئة بالإنجازات، ونتعرف على تفاصيل رحلتها، التحديات التي واجهتها، والدروس التي استخلصتها خلال مشوارها المهني المميز.

    كيف بدأت رحلتك في القطاع المصرفي وما هي التحديات والفرص التي واجهتها في بداياتك؟

    “بدأت رحلتي المهنية في القطاع المصرفي عند سن الثامنة عشرة، وذلك في عام 2007، حيث انطلقت فيه رحلتي من قسم المبيعات بالتجزئة في إحدى المؤسسات المصرفية المرموقة. وكما يُقال دائمًا، فإن البدايات الجيدة تؤدي إلى نتائج إيجابية. وقد ساعدتني تلك البداية في الانضمام إلى فريق عمل يضم نخبة من الموظفين المميزين، مما كان له أثر كبير في تعزيز مهاراتي العملية.”

    إلى جانب رغبتي المستمرة في تعلم أشياء جديدة، كان دافعي للتعلم واستحضار الأدوار التي أؤديها في العمل عاملاً مهمًا في صقل شخصيتي والارتقاء إلى مراحل وظيفية أعلى. خلال فترة زمنية قصيرة، تم تكليفي بمهام متعددة. كنت أؤمن أن التحديات هي ما تصنع الإنسان، وكان كل تحدٍ بالنسبة لي فرصة للتعلم وإظهار كفاءتي، فالتقدم يأتي مما نكتسبه وليس مما نشاهده.

    علاوة على ذلك، ساعدتني المهام المتعددة التي أُوكلت إلي في فهم أساسيات العمل في القطاع المصرفي، مما أتاح لي فرصة لتحمل مسؤوليات أكبر وتحسين مهاراتي، خاصة في مجالات التحليلات المالية وتقييم الوضع الائتماني وتقييم أثر الوضع الاقتصادي ومقارنته بالدول الأخرى. ومع مرور الوقت، بدأت توجهاتي تتشكل، ووجدت نفسي أكثر انجذابًا نحو الأدوار الإستراتيجية.

    بناءً على ذلك، اتخذت قرارًا جريئًا في ذلك الوقت باختيار مسار التخطيط و الإدارة الاستراتيجية. فقد كانت الأدوار في هذا القسم تمنحني رؤية أوسع لتحقيق الأهداف الكبيرة للمؤسسة، مما يمثل بالنسبة لي انطلاقة جديدة بعد انطلاقتي الأولى في القطاع المصرفي.

    ما هي العوامل التي ساهمت في نجاحك واستمراريتك في العمل بالقطاع المصرفي على مدى مسيرتك المهنية ؟

    إن العمل في القطاع المصرفي يعزز من الدقة والإنضباط  مما ينعكس بشكل إيجابي على الفعالية والإنتاجية. إلى جانب ذلك، فإن الدعم الخفي الذي أتلقاه من عائلتي كان له دور كبير في إستمراريتي وتقدمي. فالإنسان في عمله هو انعكاس لطبيعة الحياة التي نشأ عليها في منزله؛ وعندما تكون محاطًا بالأشخاص الداعمين، تجد نفسك منسجمًا في مهامك. وكل إنجاز يُحقق يعزز من رغبتي في تقديم الأفضل، ولدي شغف دائم لتحقيق النجاح، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون ناجحًا إلا إذا أحب عمله. لذلك، تتلخص عوامل استمراريتي في الدعم العائلي وبيئة العمل التي تعزز الإنتاجية. بينما يكبر الإنسان بالعمر بشكل إجباري، فإن نضجه العقلي أمر اختياري، وقد كنت دائمًا أسعى لتطويرعقلي وتقديم أعمال تضيف قيمة مؤثرة للمؤسسة وتلقى الإشادة من الإدارة.

    كيف تسهم خبراتك الطويلة في دورك كمدير للاستراتيجية والتخطيط في بنك الإسكان العماني في تحقيق أهداف البنك وتطوير استراتيجياته؟

    دعيني أجيب على هذا السؤال بطريقة مختلفة: قسم الاستراتيجية والتخطيط يعمل على تشخيص البنك مثلما يقوم الطبيب بتشخيص المريض. قبل إنضمامي إلى بنك الإسكان العماني، قمت بتطوير مهاراتي العملية في هذا المجال لأكون شاهداً على كل نجاح يتم تحقيقه. إذا نظرنا إلى المؤسسات المحلية والعالمية، نجد أنها تتبع إستراتيجيات ممنهجة تهدف إلى تعزيز دورها وتوسيع نطاق خدماتها ومنتجاتها. وكما يُقال، كل دقيقة تُقضى في التخطيط توفرعشر دقائق في التنفيذ.

    الخبرة تأتي نتيجة لتراكم الأحداث والتجارب، وهي التي تساعد في تفادي الأخطاء قدر الإمكان. وبفضل أكثر من 15 عامًا من الخبرة في القطاع المصرفي و مؤهلاتي، تم تعييني كرئيسة للاستراتيجية والتخطيط في بنك الإسكان العماني بعد عمليات تقييم دقيقة. منذ إنضمامي، ساهمت في إعداد إستراتيجية البنك الحديثة تحت إشراف و توجيه الإدارة العليا. نعمل هنا كخلية نحل بدقة لا متناهية، وأشعر بالرضا عن الإنجازات التي حققناها، إذ نجد التعاون والدعم بين الجميع، مما يعزز من تقدمنا نحو النجاح.

    كيف ساهمت مؤهلاتك الأكاديمية، بما في ذلك الماجستير في الإدارة الإستراتيجية، والبكالوريوس في إدارة الأعمال، ودبلوم العلوم المصرفية، في تعزيز خبرتك المهنية وتطوير مهاراتك في القطاع المصرفي؟

    لكل مرحلة من مراحل العمل متطلباتها، ولكل محطة في الحياة معطياتها الخاصة. من يسعى للتقدم يجب أن يتسلح بالمعرفة والعلم ليتمكن من الانتقال إلى مراحل أعلى. كل شهادة تخصصية تمنحك المهارات اللازمة لدخول مجالات وظيفية جديدة، فالعلم هو ناقل للقيم والمبادئ، ويزودك بمهارات تعليمية تهيئك للنمو والتطور. من يتوقف عن التعلم يتوقف عن الحياة.

    سعيت لمواصلة بناء مؤهلاتي الأكاديمية بالتوازي مع مسيرتي المهنية والتي من خلالها تمكنت من نقل تجاربي ومعارفي إلى الآخرين، والعكس صحيح. عندما تكون محاطًا بنخبة من الباحثين والدارسين، تجد نفسك أمام أشخاص يمتلكون تجارب ومعرفة سابقة، وهذا يسهم في تشكيل شخصيتك وتعزيز حضورك في مناقشات تؤدي إلى نتائج إيجابية. كلما توسعت مدارك الإنسان، زاد وعيه، وأكبر إستثمار يمكن أن يقدمه لنفسه هو الإستثمار في العلم.

    بالنظر إلى سؤالك حول كيفية تعزيز مؤهلاتي التعليمية لخبراتي المهنية في القطاع المصرفي، فإن هذه المؤهلات تساعد في تعزيز المعرفة المالية والمصرفية، وتطوير المهارات التحليلية، وتطبيق أطر استراتيجية مختلفة يمكن اعتمادها نحو خلق قيمة ونجاح مستمرين، بالإضافة إلى تعزيز التطوير المهني والقيادي. جميع هذه العوامل تساهم في دفع الإنسان نحو النجاح، والتعلم هو عملية مستمرة لا تنتهي.

    ما هي أبرز المحطات في مسيرتك المهنية؟

    تجيب، وهي شاردة في استعادة الذكريات: دعيني أقول هنا ليس أبرز المحطات، وإنما أفضل الوظائف. فكل وظيفة كان لها تأثير على تكويني وتزويدي بتجربة جديدة. فالأقسام مثل تطوير الأعمال، والتحول، والاستراتيجية والتخطيط، تتطلب مهارات قيادية تُمكّن الشخص من المنافسة والتحدي وإتخاذ القرارات الحاسمة.

    وإن المرء يجد نفسه في قسم الإستراتيجية والتخطيط تحديدًا بعيدًا عن منطقة الراحة، فأنت لا تعمل لقسمك، وإنما لمؤسسة بأكملها. وحينما يكون الأثر على مستوى المؤسسة، يجب عليك أيضًا أن تكون قائدًا بالقدوة. فبعض الوظائف تعلم الإنسان الثقة بالنفس، وتوسيع الآفاق المهنية، وتنمية القدرة على العمل تحت الضغوطات. على الرغم من أن الوظائف الصعبة قد تكون مرهقة، إلا أنها غالبًا ما تحمل مكافآت طويلة الأمد تسهم بشكل فعال في تحقيق النمو على المستويين الشخصي والمهني.

    كونكِ ملتحقة في البرنامج الوطني للتطوير القيادي (اعتماد)، كيف ترين تأثير هذا البرنامج على مسيرتك الشخصية والمهنية؟ وهل شعرتِ بفرق ملحوظ في قدراتك القيادية منذ التحاقك به؟

    “رائع جداً جداً”.. بهذه الكلمات بدأت خلود الرئيسية إجابتها على السؤال، مستفيضة في حديثها: رغم الفترة الزمنية القصيرة التي التحقت بها في هذا البرنامج، إلا أن حجم المعرفة والتجارب العملية التي تُمنح للمنتسبين ليس بالأمر السهل إطلاقًا. بمعنى أن هذا البرنامج هو تجربة اكتسبت فيها نقلة نوعية غيرت حياتي، من خلالها ظهرت لي مهارات وقدرات جديدة بسبب التمكين والتأسيس الصحيح الذي نُمنح إياه. وإن القبول في هذا البرنامج بحد ذاته يُعد إنجازًا.

    يوفر البرنامج للمشاركين فرصة لاكتساب استراتيجيات متقدمة في القيادة، والتفكير الاستراتيجي، وإدارة التغيير. كما يشمل المخيمات القيادية وجلسات تفاعلية مع خبراء، مما يساعد المشاركين على تطوير مهاراتهم القيادية، وتعزيز الوعي الذاتي، وصقل مهاراتهم في العمل الجماعي والذكاء العاطفي. وبما أنني أتيحت لي الفرصة للحديث عن هذا البرنامج، فإنني أشكر القائمين عليه، وأشكر الأكاديمية السلطانية على العمل الدؤوب والمتواصل في إعداد قادة عُمانيين قادرين على قيادة المستقبل. وأسأل الله التوفيق والسداد لهم، وأن نكون على حسن الدراية والظن، وسنعمل بما لا يخيب رجاءهم فينا.

    ما هي أبرز التحديات التي واجهتها كإمرأة في القطاع المصرفي؟ وكيف تمكنتِ من التغلب عليها للوصول إلى هذا المنصب القيادي؟

    يقال دائمًا إنه وراء كل رجل عظيم امرأة، وأنا أقول إنه وراء كل امرأة أيضًا رجل عظيم. استهللت حديثي بهذه العبارة أو هذا المثال لأنني فعلاً أجد خلفي زوجًا وسندًا يقف وراء كل نجاح يتحقق. فالحياة تصبح أجمل وأعمق حين نساعد الآخرين على تحقيق النجاح، وهذا ما يقوله لي دائمًا. لأن إيجاد التوازن بين متطلبات الحياة والعمل والدراسة والأسرة يحتاج إلى جهد مضاعف، ولا يمكن للمرء أن يركز على أكثر من مجال إلا إذا كان هناك من يسانده. وحقيقةً، مهما عبر الإنسان عن شكره، فإنه لا يصل إلى المعنى الحقيقي الذي يسكن في شغاف قلبه.

    إن تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والدراسة والأسرة يجب أن يُحقق فيه الرضا لجميع الأطراف، وربما هذا من أبرز التحديات. لكن أسرتي، التي لا غنى لي عنها، تساهم بشكل كبير في منحي الطاقة والمعنويات العالية لمواصلة التقدم نحو طريق النجاح. كذلك، تلعب الإدارة في المؤسسة دورًا مهمًا في مد الموظفين بالمهارات اللازمة، والمساقات التعليمية، وتهيئة كافة الجوانب حتى يكون الإنسان ذو قيمة عالية، فعالًا، ومنتجًا، ويحظى بكل إشادة وتقدير. أما التحديات، مهما كانت أنواعها، فأنا أحولها إلى فرص للاستفادة منها. فأينما وجدت الصعاب، أوجه شراعي نحو الريح.

    بصفتكِ امرأة عمانية ناجحة في منصب قيادي، كيف ترين دور المرأة العمانية في مسيرة التنمية الوطنية؟

    لقد ساهمت المرأة العمانية منذ قديم الأزل في بناء هذا الوطن وكانت تسير على نفس مسار الرجل، فالمرأة هي التي تقوم بتنشئة الأسرة. واليوم، بفضل الممكنات المتوفرة، استطاعت المرأة العمانية أن تتولى المناصب القيادية المرموقة التي تُحدث تأثيرًا في مختلف المجالات.

    تتواجد المرأة العمانية بقوة في جميع مجالات التنمية، سواء في القطاعين العام أو الخاص، وتسهم بفاعلية في القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، وغيرها من المجالات الحيوية. كما تتولى مناصب قيادية في الوزارات والمؤسسات الكبرى، مما يعكس التزام السلطنة بمبدأ تكافؤ الفرص.

    إن المرأة العمانية ليست فقط شريكة في بناء الوطن، بل هي مصدر إلهام للعديد من الأجيال، بما تقدمه من إسهامات تجعلها عنصرًا فاعلًا في تحقيق هذه الإنجازات. كما تشكل المرأة العمانية جزءًا حيويًا من المجتمع، وتستمر في دفع عجلة التقدم في سلطنة عمان، مما يعزز من مكانتها ويظهر دورها الفعال في كافة المجالات.

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا