spot_img
المزيد

    ملكة الرمل “شيماء المغيرية”: رحلة ملهمة ولوحة خاصة هدية للمرأة العمانية (فيديو وصور)

    spot_img

    هنّ _ خاص

    شيماء بنت أحمد المغيرية، المعروفة بلقب “ملكة الرمل”، هي مهندسة معمارية وأول فنانة متخصصة في الرسم بالرمل في الخليج والوطن العربي. تعلمت فنها بنفسها، وعشقت سرد القصص وتحويلها إلى لوحات حية بالرمل تتشكل أمام أنظار الجمهور. تؤمن بأن “اللامستحيل” هو عنوانها، ويتجسد شغفها في تحويل الرمال إلى مشاهد نابضة بالحياة. بمناسبة يوم المرأة العمانية، أبدعت شيماء لوحة خاصة لمجلة “هنّ”، تجسد فيها اعتزازها الكبير بدور المرأة العمانية في مختلف المجالات. في هذا الحوار، نغوص في عالمها الفني ونستكشف رحلتها الملهمة.

    ما هو فن الرسم بالرمال؟ وكيف تصفين هذا النوع من الفن؟

    هو فن مرئي يجتمع فيه النور مع الظلام لتشكيل لوحات متحركة تحمل في تفاصيلها رسائل ممزوجة بالمشاعر. إنه فن يخاطب القلوب قبل العقول، ويُحفظ ليس ببقائه، بل بزواله بعد دقائق معدودة، تماماً كالذكريات الجميلة. كما يُعد فناً صديقاً للبيئة، حيث تُستخدم فيه رمال الصحراء والضوء لتشكيل هذه اللوحات المتحركة، بلمسات اليدين البسيطة والمتقنة.

    ما الذي يجعل الرسم بالرمال مميزًا عن باقي الفنون كالرسم بالألوان أو النحت؟

    ما يميز هذا الفن عن غيره من الفنون التقليدية ينقسم إلى قسمين: طبيعة المواد المستخدمة وطريقة الرسم. المواد تقتصر على المادة الرئيسية، ألا وهي رمال الصحراء الناعمة، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من الطبيعة ومن السهل الوصول إليها، على عكس بعض المواد الخام المستخدمة في الفنون الأخرى، والتي أقدر قيمتها وأهمية الحصول عليها لتنفيذ لوحة فنية متكاملة.

    أما طريقة الرسم، فهي تعتمد على استخدام اليدين وترتبط بالخيال الواسع. ففي فن الرسم بالرمال، يتم تحويل اللوحة إلى سلسلة من اللوحات، أو “قصة”، في ثوانٍ معدودة من خلال القيام ببعض اللمسات الخفية، ويتم تكوين أو استخراج درجات متفاوتة من لون الرمال الطبيعية على اللوحة من خلال التحكم بكمياتها المستخدمة.

    كيف بدأت رحلتك في عالم الرسم بالرمال؟ وهل كان لديك خلفية فنية قبل اكتشاف هذه الموهبة؟

    منذ صغري، كنت محبة للفن وشغوفة بتعلم شتى أنواعه. فقد مارست العديد من أنواع وطرق الرسم وصقلت مهاراتي من خلال التعلم في المدرسة والممارسة الذاتية، حتى اكتشفت فن الرسم بالرمال. كان حبي لهذا العالم يجعلني أشعر بشغف أكبر لتعلم هذا الفن وإتقانه، على الرغم من عدم توفر المواد التعليمية المتعلقة به.

    بدأت رحلتي الفنية بين المنزل والمدرسة، حتى أتيحت لي الفرصة للظهور محلياً. كان أول عمل لي عبارة عن فيديو تم تسجيله وعرضه في حفل تكريم بحضور كبار الشخصيات. بعد ذلك، قدمت أول عرض حي أمام الحضور في حفل اليوم الوطني، عندما كنت في المرحلة المتوسطة، وكان ضيف الشرف هو حاكم إمارة أم القيوين في دولة الإمارات، صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المُعلا – حفظه الله. تم اختياري من قبل مدير المنطقة التعليمية آنذاك للمشاركة في الاحتفال وتمثيل مدرستي.

    شعرت حينها أن كل الأعين متوجهة نحوي، رغم أنني كنت أرسم خلف ستار المسرح. إلا أن سموه طلب إزالة الستار ليشهد الجميع أولى خطواتي نحو صعود سلم النجاح في هذه المسيرة. أعقبت ذلك مشاركتي في معرض النخبة لمشاريع الطلبة في نسخته الثالثة، حيث نافست فيها بالرمال عدة مشاريع علمية، واستطعت الفوز بالمركز الأول، مما ساعدني على الانطلاق بشكل رسمي في سباق التميز.

    ما الذي ألهمك في فن الرسم بالرمال تحديدًا، وكيف طورت شغفك بهذا الفن؟

    الفكرة بحد ذاتها ألهمتني لكون الرمال رمزًا من رموز تراثنا العربي الأصيل، ومن خلاله استطعت إيصال رسائل مختلفة للعالم بطابع عربي غير تقليدي، كما أنه فن ينفرد بذاته. اكتشفت شغفي بهذا الفن عندما قمت بتحويل جميع العقبات التي واجهتها في بداية رحلتي في عالم الرمال إلى دروس ساهمت في صقل مهارتي. على سبيل المثال، عدم توفر مدارس ومعلمي هذا الفن جعلني أصبح المعلمة والطالبة وأؤسس منهجًا خاصًا بي للتعلم. كما أنني كنت أخصص أغلب أوقات الفراغ للرسم بالرمال وأمضي ساعات عديدة وأنا أتمرن دون كلل أو ملل؛ إلى يومي هذا، في كل مرة أسهب فيها بالرسم أشعر أنني أنتقل إلى عالم آخر “عالمي الخاص”، حيث إنني لا أشعر بما يدور حولي وأنسى ذاتي لأن تركيزي كله يكون مع اللوحة. فأنا أخاطبها وأتخاطب بها مع جميع شرائح المجتمع دون الحاجة للنطق بأي كلمة أو حرف.

    ما هي أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تطوير مهاراتك في هذا الفن الفريد؟

    هناك العديد من التحديات التي واجهتني أثناء تطوير مهارتي في فن الرسم بالرمل، وأبرزها كانت في تعلم أساسيات الفن ذاتياً بسبب عدم توفر منهج تعليمي لهذا الفن ولا معلمين، كما ذكرت سابقاً. وكذلك كان من الصعب الموازنة بين الدراسة والرسم وتقديم العروض، حيث إن كل منهما كان يأخذ وقتاً وجهداً. لكنني، بفضل الله، استطعت النجاح في المجالين. كان من الضروري الحرص على الحفاظ على ذاكرة قوية تمكنني من حفظ سيناريو المشاهد التي أقدمها في العروض الحية، وحفظ تفاصيل الشعارات أو الملامح الشخصية ورسمها عن ظهر قلب أمام الحضور، وضبط كل مشهد مع المقطوعة المصاحبة له لتكوين عرض فني متكامل. كما كان من المهم تحقيق السرعة أثناء الرسم وإتقان التفاصيل في آن واحد لجذب انتباه الحضور طوال فترة العرض.

    ما هي الأدوات التي تستخدمينها في الرسم بالرمال؟ وهل تتطلب تقنيات خاصة؟

    الأدوات التي أستخدمها في هذا الفن هي الرمل والطاولة الضوئية، كما يُفضل مصاحبة اللوحات بمقطوعات موسيقية لإضافة جرعة من الإحساس والتناغم مع العرض. تتطلب طريقة الرسم تقنيات خاصة بالرمل، تكمن في كيفية التحكم بكميته في قبضة اليدين، وكذلك طريقة توزيعه في اللوحة. من التقنيات الأخرى التي يجب ممارستها في الرسم بالرمل هي تقنية المسح في حال وقوع خطأ ما، وتقنية التنقل بين اللوحات دون الحاجة للمسح، لأن طريقة المسح قد تترك أثراً على اللوحة وتشوهها. أما طريقة التنقل بين تفاصيل اللوحات، فتضيف طابعاً قصصياً وكأنه فيلم قصير يتكون أمام أعين الحضور مباشرة.

    كيف تعكسين هوية وثقافة عمان في رسوماتك الرملية؟

    أعكس أعمالي هوية وثقافة عمان من خلال استخدام خامات رملية من الأرض ذاتها، أو بالتعبير عن محتوى يعكس التراث والبيئة والحياة العمانية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى. كما أستخدم مقطوعات موسيقية تراثية أو كلاسيكية، حيث تتميز سلطنة عمان باهتمامها بالفن الموسيقي، وتكون هذه المقطوعات مصاحبة للعروض الرملية سواء كانت مباشرة أم مصورة.

    هل هناك فنانين أو شخصيات معينة تأثرتِ بهم خلال رحلتك الفنية؟

    في الحقيقة، تأثرت بالعديد من الفنانين الغربيين في بداية مسيرتي الفنية، حيث كنت أطلع على كيفية تكوين اللوحات الرملية من خلالهم حتى تمكنت من تطوير أسلوب خاص بي في الرسم بالرمل.

    ما هي أهم الإنجازات التي حققتها كفنانة في مجال الرسم بالرمال، سواء على المستوى المحلي أو الدولي؟

    بفضل الله تعالى، ثم المثابرة ودعم الوالدين والأسرة وكل من حولي، استطعت تحقيق العديد من الإنجازات في مسيرتي الفنية. حيث كانت لي عدة مشاركات في تقديم العروض المباشرة في العديد من المحافل المحلية والدولية، بالإضافة إلى معارض الإكسبو. ومن أبرزها إكسبو ميلان 2015 في إيطاليا، وإكسبو يوسو 2012 في كوريا الجنوبية، وثلاث مشاركات في إكسبو دبي 2020 في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما شاركت في نشر رسالة التسامح والتعايش عبر الرسم المباشر في معرض التسامح العالمي، تحت عنوان “رسالة السلام من عُمان”، والذي أقيم في كل من مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومقر اليونسكو في باريس، بالإضافة إلى عدة دول أخرى مثل أوزبكستان، وجمهورية إندونيسيا، وسلطنة بروناي دار السلام، وغيرها من الدول. وهناك مشاركات أخرى لا يمكنني حصرها هنا.

    بمناسبة يوم المرأة العمانية، كيف ترين دورك كفنانة عمانية في تمثيل المرأة العمانية؟

    أرى أن دوري كفنانة عمانية موهوبة يتمثل في مشاركتي في كافة المحافل وترك بصمة إيجابية في كل مكان أذهب إليه. أحرص على عكس ثقافتي وهويتي كامرأة مسلمة عربية خليجية عمانية، سواء من خلال ارتدائي للعباءة “الزي الرسمي” أو الزي العماني التقليدي، أو من خلال تعاملي مع الآخرين، حيث أفرض الاحترام المتبادل وأكرم الآخرين وأعاملهم بإحسان. كما أحرص على الحديث باللغة العربية. أطمح دائمًا لتقديم الأفضل، فالسيدة العمانية هي رمز للعطاء اللامحدود.

    وفي الختام، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لأم الوطن السيدة الجليلة عهد البوسعيدية – حفظها الله ورعاها، ولجميع نساء عمان بمناسبة يوم المرأة العمانية. الوطن يفخر بنا، وكل عام ونحن بخير.

    الانستغرام: shaymaalmughairy

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا