يمكن أن تبدأ ألعاب الفيديو غالباً كمجرد هواية بريئة، ولكنها قد تتحول إلى ضرورة لا غنى عنها للعديد من الشباب، وإفراط غير عادي باللعب. هذا التحول يعطّل الروتين اليومي، ويسحب الناس بعيداً عن التفاعلات المهمة والنمو الشخصي والأنشطة الاجتماعية. تابعي القراءة لتتعرفي على اضطراب الألعاب الرقمي، أسبابه وسيل علاجه.
★ ما هو اضطراب الألعاب الرقمي؟
هو نمط من سلوك الألعاب يتميز بفقدان السيطرة على اللعب، حيث يُعطى أولوية على الأنشطة الأخرى، لدرجة أنه يتفوق على الاهتمامات والأنشطة اليومية الأخرى على الرغم من العواقب السلبية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. مثل الإدمانات السلوكية الأخرى، يحبس اضطراب الألعاب عبر الإنترنت الأشخاص في دورة من الاعتماد، كما يقول الطبيب النفسي الدكتور ريتوبارنا غوش. تُقدر نسبة انتشار اضطراب الألعاب عبر الإنترنت في مختلف أنحاء العالم بين 0.2 و8.5 في المئة، بحسب بحث نُشر في مجلة الطب النفسي الصناعي عام 2016.
★ ما هي أعراض اضطراب الألعاب الرقمي؟
يمكن أن تظهر أعراض اضطراب الألعاب عبر الإنترنت بطرق مختلفة، منها:
– تسيطر الألعاب على أفكار الفرد، حتى أثناء اللحظات التي يجب أن تكون مليئة بالتعلم، وقضاء الوقت مع العائلة، أو الاسترخاء.
– عندما لا يتمكنون من اللعب، يشعرون بالتهيج، والقلق، وعدم الراحة.
– مع مرور الوقت، يحتاجون إلى قضاء ساعات أطول في اللعب لتحقيق نفس مستوى الإثارة والرضا، وغالباً ما يضحّون بأنشطة أساسية مثل النوم والوجبات.
– على الرغم من العديد من الوعود لأنفسهم أو لأحبائهم، يجدون صعوبة متزايدة في تحديد وقت اللعب.
– يفقدون الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجعلهم سعداء من قبل، حيث تصبح الألعاب الرقمية أولوية.
– يستمرون في اللعب رغم العواقب السلبية الواضحة، مثل تراجع الأداء الأكاديمي، وتوتر العلاقات، ومشاكل صحية بسبب قلة النوم أو الطعام.
– يصبح اللعب عبر الإنترنت هروباً رئيسياً من المشاكل الحقيقية في الحياة، والتوتر، أو الألم العاطفي، مما يوفر ملاذاً مؤقتاً ولكن دون حل حقيقي.
★ ما هي أسباب اضطراب الألعاب الرقمي؟
على الرغم من وجود أبحاث محدودة حول أسباب اضطراب الألعاب عبر الإنترنت، فإن الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى معاناة الأشخاص من هذا الاضطراب تشمل:
1- العوامل النفسية:
تتمثل العوامل النفسية بالحاجة إلى الهروب، والشعور بالإنجاز، أو الاتصال الاجتماعي يمكن أن تدفع الأفراد نحو اللعب المفرط. في العالم الافتراضي، قد يجدون مكافآت واعترافاً وانتماءً يبدو صعباً في الحياة الواقعية.
2- العوامل الاجتماعية:
نقص العلاقات الداعمة والرغبة في الشعور بالقبول يمكن أن يدفع الناس نحو مجتمعات الألعاب عبر الإنترنت. هناك يشعرون بأنهم أكثر قيمة وفهماً مما هم عليه مع الناس خارج العالم الافتراضي.
3- العوامل البيولوجية:
قد يكون لدى بعض الأشخاص استعداد جيني أو كيمياء دماغية تجعلهم أكثر عرضة للسلوكيات الإدمانية. هذا العامل يؤثر على استجابتهم للألعاب.
4- العوامل البيئية:
بعض الناس ينشأون في بيئة حيث يكون الوقت أمام الشاشة غير منظَّم وغالباً ما يُستخدم اللعب كوسيلة لشغل الوقت. هذا يمكن أن يسهم في تطوير عادات اللعب المفرط.
★ كيف يتم علاج اضطراب الألعاب الرقمي؟
عادةً ما يشمل علاج اضطراب الألعاب عبر الإنترنت الأساليب التالية:
1- العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأفراد على التعرف على أنماط التفكير والسلوك السلبية وتغييرها. من خلال هذا العلاج، يمكنهم تعلم طرق أكثر صحة للتعامل مع التوتر والعواطف بدلاً من الاعتماد على الألعاب.
2- العلاج العائلي:
إشراك أفراد الأسرة يمكن أن يخلق بيئة داعمة حيث يمكن وضع حدود صحية، مما يعزز التواصل والفهم. هذا الجهد الجماعي يساعد في إعادة بناء الثقة والعلاقات التي تضررت بسبب الإدمان، كما يقول الدكتور غوش.
3- التداخلات السلوكية:
تنفيذ جداول زمنية منظمة وحدود زمنية للألعاب سيساعد الأفراد على استعادة السيطرة على عاداتهم. إنشاء توازن بين الألعاب والأنشطة الأخرى يمكن أن يشجع على أسلوب حياة أكثر توازناً.
4- الأدوية:
في الحالات التي تكون فيها الظروف الأساسية مثل الاكتئاب أو القلق موجودة، يمكن وصف الأدوية لمعالجة هذه الأسباب الجذرية، مما يخفف بعض الأعباء العاطفية. يمكن للعلاج الطبي الصحيح أن يساعد في استقرار المزاج وتقليل الاعتماد على الألعاب كآلية للتكيف.
ختاماً، اضطراب الألعاب عبر الإنترنت هو تشخيص جديد نسبياً، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على حياة الشخص بسبب تفضيله للألعاب وفقاً لـ healthshots. دعم الأسرة والعلاج هما بعض الطرق لعلاج هذه الحالة.