هنً _ خاص
في عالم الحرف التقليدية، تبرز أسماء عديدة قدمت الكثير لإحياء التراث وتطويره بلمسات عصرية. من بين هذه الأسماء، نجد عزة عبدالله البحري، التي استطاعت بإبداعها ومثابرتها أن تحول سعف النخيل إلى منتجات فريدة تحمل في طياتها عبق التراث مع نفحات عصرية.
عزة، حرفية متخصصة في مجال السعفيات المطورة وصناعة الورق من سعف النخيل. حاصلة على مجموعة من الشهادات في مجال ريادة الأعمال والتسويق، وأهمها شهادة TOT لإعداد المدربين. حاليًا، تعمل كمدربة معتمدة في هذا المجال وهي صاحبة حساب سفة للسعفيات على الانستغرام saffa_saaf :
بداية المشوار
بدأت عزة مشوارها في عام 2016 عندما التحقت ببرنامج تدريبي في مركز النخلة، قدمته هيئة الصناعات الحرفية. كان هذا البرنامج نقطة انطلاق لها في عالم السعفيات، حيث تعلمت الأساسيات وبدأت تطور مهاراتي تدريجياً.
تقول عزة: أصمم وأصنع منتجات متنوعة من سعف النخيل، وأحرص على أن تكون عصرية مع لمسات تراثية. تشمل هذه المنتجات حقائب، صحون تقديم بأشكال مختلفة، أدوات مكتبية، ملفات، علب للحلويات والتمور، ميداليات، علب محارم ورقية، صناديق للهدايا والورد، مفارش للطاولات، والعديد من المنتجات الأخرى. مؤخراً، أدخلنا خدمة الطباعة على السعف لعمل صور وديكورات مميزة.
مراحل صناعة المنتجات السعفية
تمر صناعة المنتجات السعفية بمراحل عديدة تحدثنا عنها عزة . تقول: ” عملية صناعة المنتجات السعفية تبدأ باختيار الخوص المناسب، وهناك نوعان من الخوص: الطبيعي والمصبغ. الخوص الطبيعي يأتي بثلاثة ألوان: الأبيض، الأخضر، والبني.
الخوص الأبيض: يُعتبر الأصعب في الحصول عليه لأنه يأتي من الجزء العلوي للنخلة ويُجمع عندما تُقطع النخلة. أما الخوص الأخضر فهو الأكثر توفرًا وسهولة في الحصول عليه، حيث يُجمع من خلال تقليم أشجار النخيل سنويًا. في حين أن الخوص البني ينتج عن تأخير تقليم أشجار النخيل، حيث يتحول لونه إلى البني مع الوقت.
بعد جمع الخوص، نقوم بتجفيفه وغسله للتخلص من الأتربة والحشرات. ثم نقسمه إلى مجموعتين: واحدة نتركها بالألوان الطبيعية، والأخرى نقوم بتلوينها. عملية التلوين تتم بغلي الخوص في ماء ممزوج بصبغ خاص حتى يكتسب اللون المطلوب. بعد ذلك، نصفي الخوص من الماء، ونغسله بالماء النظيف، ونجففه بعيدًا عن أشعة الشمس.
وتضيف: الخطوة التالية هي ترتيب الخوص وتقسيمه إلى قطع طويلة. بعد ذلك، نبدأ في عمل مصفوفة من الخوص تُعرف بـ”السفة”. ثم نثبت السفة باستخدام الغراء، يليها اللصق، ثم نأخذ مقاسات المنتج المراد صنعه ونقص السفة حسب الحاجة. أخيرًا، نمر بمرحلة الخياطة وتركيب المنتج النهائي، لضمان أن يكون المنتج متينًا وجميلًا.
مشاركات عديدة
شاركت عزة في العديد من المعارض حول السلطنة وفي العديد من المناسبات، تقول: شاركت في العديد من المعارض داخل السلطنة، مما أتاح لي فرصة عرض منتجاتي والتفاعل مع الجمهور. كما كانت لي مشاركات دولية، مثل معرض في واشنطن بمركز السلطان قابوس للثقافة، ومؤتمر دولي في مدينة ليني الصينية. هذه المشاركات ساعدتني في توسيع دائرة معارفي وتسويق منتجاتي على نطاق أوسع. وتعتمد عزة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها، تقول: أشارك صور ومنشورات عن المنتجات وآخر التصاميم في وسائل التواصل الاجتماعي. كما أشارك بانتظام في المعارض المحلية والدولية، مما يساعدني في الوصول إلى جمهور أوسع والتعريف بمنتجاتي”.
رسالة وطموح
وتضيف عزة: أقول للشابات العمانيات أن يبدأن بأخذ فكرة وتجربة هذه الصناعة، فهي ممتعة وشيقة وتتيح لكل شخص فرصة الإبداع. كما أنها تمثل باب رزق جيد لهن. هناك متعة خاصة في تحويل مواد بسيطة مثل سعف النخيل إلى منتجات جميلة ومفيدة.
أما طموحي فهو أن يكون لدي مشغل متكامل يعمل فيه فريق كبير من الحرفيين. أسعى لتطوير عملي بالتجديد الدائم وإدخال خامات جديدة مثل الخشب، النسيج، الصوف، الجلد، الرزين، الجبس، والنحاس. حيث أرغب في تقديم منتجات فريدة تمزج بين الحرف التقليدية والتصاميم العصرية، مما يعزز من مكانة هذه الحرفة ويجعلها أكثر جذباً للأجيال الجديدة.
