هنّ _ خاص
حرفة النحاس من أقدم الحرف التقليدية التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وجمال الإبداع. تُعَدّ هذه الحرفة جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والهوية الوطنية، حيث تعكس مهارات الأجداد وابتكاراتهم التي انتقلت عبر الأجيال. وبفضل شغف الشباب والشابات العمانيين، لا تزال حرفة النحاس مزدهرة ومليئة بالحياة، ومن بين هؤلاء الحرفيين المبدعين تبرز أمينة بنت خلفان بن ناصر العوفية صاحبة مشروع طرقة نحاس للمنتجات النحاسية، والتي جعلت من النحاس لغة تعبر بها عن تراثها وابتكارها.
أمينة العوفي: مبدعة النحاسيات
أمينة هي خريجة مركز التدريب لصهر وسباكة المعادن في إزكي، تعتبر واحدة من الحرفيات المتميزات في مجال النحاسيات في عمان. بعد أن أمضت أربع سنوات في دراسة واكتساب الخبرة في هذا المركز، استطاعت أمينة تطوير مهاراتها والانطلاق نحو تحقيق أحلامها في هذا المجال. وقد حصلت على شهادة مدرب معتمد (TOT)، مما يعكس التزامها واحترافها في هذا الفن.
البدايات والتطوير
بدأت أمينة رحلتها في حرفة النحاس بدخولها مركز صهر وسباكة المعادن بإزكي، حيث قضت أربع سنوات من التدريب المكثف لاكتساب الخبرات اللازمة. لم تتوقف أمينة عند هذا الحد، بل سعت إلى تطوير مهاراتها من خلال المشاركة في عدة معارض وجامعات وكليات. وقد اختارت هذه الحرفة كجزء من موروثات أجدادها، مما جعلها تندفع بشغف نحو تطويرها وإبرازها بشكل يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
المنتجات والتحديات
تُبدع أمينة في صنع العديد من المنتجات النحاسية التي تحمل طابعًا فريدًا وجمالًا خاصًا، منها الدروع، الصحون، الميداليات، علب البخور، والمجامر. ومع ذلك، لم تكن رحلتها خالية من التحديات؛ فقد واجهت صعوبات في الترويج والتسويق، بالإضافة إلى عدم تقبل الناس للأسعار التي تعكس جودة العمل والجهد المبذول فيه.
إن حرفة النحاس تبقى رمزًا للإبداع والتاريخ، وأمينة العوفي هي مثال حي للشباب العماني الذين يسعون للحفاظ على تراث أجدادهم وتطويره. بفضل جهودها وشغفها، تستمر حرفة النحاس في الازدهار والتألق، معبرة عن جمال التراث العماني وابتكاراته.
الانستغرام: tarqat.nuhaas