هنّ _ خاص
في قمم جبال عمان، تنبعث روح الإصرار والتحدي، حيث تجتمع نساء ليشكلن مجتمع “نواة”. إنها منصة تجمع بين الجري الجبلي وروح التضامن، حيث تتجسد الشجاعة في كل خطوة وتنطلق الطموحات نحو القمم. تأسست “نواة” على يد سهيلة التوبي، التي اكتشفت في رياضة الجري الجبلي لحظات الوصول إلى الذات والتعامل مع التحديات بروح ملهمة. اليوم، تستمر “نواة” في تحفيز النساء على تحقيق النجاح وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، من خلال برامج تدريبية وفعاليات تجمع بين المغامرة والتعلم المستمر. هنا، في هذا العالم الذي يمزج بين جمال الطبيعة وقوة الروح، تنبعث الحياة بكل تجلياتها، وتتجسد قصة نجاح “نواة” كرمز للإرادة والتميز في عالم الجري الجبلي.
كيف بدأت رحلتك في رياضة الجري الجبلي؟ وما الذي جذبك إليها؟
كانت نقطة التحول في حياتي عندما أخذتني أختي في رحلة مشي جبلي في ديسمبر 2017. في البداية، لم أكن متحمسة لتكرار التجربة، ولكن بعد فترة من الراحة، أدركت أن تلك التجربة كانت محورية. لاحظت كيف يمكن للطبيعة أن تكون مصدر إلهام وتحفيز، وكيف يمكن لتحديات الجبال أن تكون مغامرة شخصية وفرصة للنمو. منذ ذلك الحين، لم أعد أرى الجري الجبلي كرياضة فقط، بل كوسيلة لاكتشاف الذات وتحدي الحدود الشخصية، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء النقي.
بعد مشاركتي الأولى في سباق ماراثون بمسافة 5 كيلومترات في مسقط في بداية عام 2018، زاد اهتمامي بالجري، وبدأت أتساءل عن الجري الجبلي. سريعًا قررت تحدي نفسي بالمشاركة في سباق UTMB الجبلي لعام 2019 بمسافة 10 كيلومترات، والذي جذبني بفكرة اختبار قدراتي في الطبيعة بشكل أكبر.
التحول الجذري إلى المسافات الطويلة في الجري الجبلي حدث خلال فترة جائحة كورونا. عندما أغلقت كل الأنشطة، ظهر سباق “همم” الجبلي بفضل جهود المرحوم زاهر الريامي، مؤسس السباق. كانت تلك أول تجربة لي لمسافة 50 كيلومترًا، ومنذ ذلك الحين أصبح شغفي بالجري الجبلي يتزايد، وحرصي على تحسين أدائي هو ما يدفعني للاستمرار في هذه الرياضة.
ما الذي ألهمك لإنشاء فريق “نواة”؟ وكيف كانت بداية الفريق؟
تأسيس فريق “نواة” جاء نتيجة لتجربتي الشخصية في الجري الجبلي واستماعي لتحديات الآخرين في هذا المجال. اكتشفت وجود نقص في الدعم والتبادل بين النساء في مجتمع الجري الجبلي. كما لاحظت أن عدد النساء المشاركات في هذه الرياضة كان قليلًا، والتحدي الحقيقي كان في جذب النساء وتشجيعهن على خوض هذه التجربة المثيرة.
كانت استجابة النساء لفكرة “نواة” إيجابية جدًا. بدأنا ببرنامج تدريبات مدته 8 أشهر، وكان الإقبال أكبر من المتوقع، مما أكد على الحاجة الماسة لهذه المبادرة. كانت بداية الفريق موفقة ومليئة بالحماس، وحققنا نجاحًا ملموسًا في توفير بيئة داعمة وملهمة للنساء في رياضة الجري الجبلي.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتك أثناء تأسيس الفريق وإدارته؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
كان تأسيس الفريق سلساً نسبياً بفضل حبنا المشترك للجبال ورغبتنا المستمرة في اكتشاف أنفسنا من خلال “نواة”. ومع ذلك، تمثل التحدي الأكبر في توفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لبرامجنا. تغلبنا على هذا التحدي من خلال تكاتف الفريق ومساهماتهم المادية، بالإضافة إلى الاستفادة من دعم منظمات محلية مثل مؤسسة “هن” غير الربحية التي تدعم النساء في المجال الرياضي.
كما كان الالتزام بالاستماع إلى أفكار الأعضاء وتنفيذها بما يتناسب مع هدف الفريق دورًا مهمًا في التغلب على هذه التحديات. وقد ساعد هذا النهج في تعزيز روح التعاون والمشاركة الفعالة داخل الفريق، مما أسهم في تحقيق نجاحات ملموسة وتوفير بيئة داعمة ومشجعة للنساء المشاركات في رياضة الجري الجبلي.
ما هو شعار “نواة” وكيف يمثل هويتها التسويقية؟
شعار “نواة” يعكس الاسم نفسه الذي يعني “الجوهر”، وهو التزام الفريق بالإصرار على التحدي واكتشاف القدرات الداخلية من خلال رياضة الجري الجبلي. يمثل الشعار روح التضامن والدعم بين النساء، حيث يجسد التكاتف والعمل الجماعي الذي يميز الفريق. يعبر الشعار عن قوة النساء وقدرتهن على مواجهة التحديات واستكشاف إمكانياتهن الداخلية، مما يعزز هويتها التسويقية ويجذب المزيد من النساء للانضمام إلى هذه الرحلة الملهمة والمليئة بالتحديات
ما هي الأنشطة والفعاليات التي ينظمها فريق “نواة” لتعزيز الجري الجبلي بين النساء؟
ينظم فريق “نواة” مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات لتعزيز الجري الجبلي بين النساء، حيث تشمل هذه الأنشطة ملتقيات سنوية تجتمع فيها المشاركات لتبادل الخبرات والتعلم من بعضهن البعض، بالإضافة إلى برامج تدريبية مستمرة تُعقد على مدار العام لتطوير مهارات الجري الجبلي وتحسين الأداء البدني. كما يتم تنظيم فعاليات جانبية تهدف إلى بناء مجتمع داعم ومترابط، مثل ورش عمل حول التغذية واللياقة، وندوات توعوية، ورحلات جماعية لاستكشاف مسارات جديدة. لزيادة الحماس وتشجيع النساء على تحقيق أهدافهن الشخصية في الجري الجبلي. تساهم هذه الأنشطة في تعزيز روح التضامن والدعم بين النساء وتوفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الجري الجبلي.
كيف تشجعين النساء على الانضمام إلى رياضة الجري الجبلي؟
أشجع النساء على تجاوز التحديات واكتشاف قدراتهن الجديدة من خلال خوض تجربة الجري الجبلي أو أي تجربة جديدة. أؤمن بأن هذه الرياضة تعزز الصمود والاتصال بالطبيعة، مما يساهم في صحة الجسم والعقل. من خلال تقديم الدعم والتوجيه المناسب، يمكن للنساء الشعور بالثقة والتحفيز للمشاركة والاستمتاع بفوائد هذه الرياضة. أدعو الجميع إلى الانضمام إلى مجتمعنا والتجربة بأنفسهن كيف يمكن للجري الجبلي أن يكون مغامرة ملهمة وممتعة.
ما هي خططك المستقبلية لتطوير “نواة”؟
نعمل حالياً على جذب دعم مالي لتنفيذ الملتقى والتحدي السنوي لنواة، بالإضافة إلى توسيع برامجنا لتشمل المزيد من النساء والفعاليات المجتمعية. نسعى أيضًا إلى توفير مزيد من الفرص التدريبية والتعليمية لعضوات الفريق، مع التركيز على بناء مجتمع متماسك ومساند يعزز من قوة المرأة وثقتها بنفسها من خلال الرياضة.
كيف توازنين بين حياتك الشخصية والمهنية وقيادتك لفريق “نواة”؟
أحرص على تحقيق التوازن بين حياتي الشخصية والمهنية وقيادتي لفريق “نواة” من خلال تحديد أولوياتي وتنظيم وقتي بفعالية. أستفيد من دعم أعضاء الفريق والتعاون المستمر بينهم، مما يسهم في تخفيف الضغط وتوزيع المسؤوليات بشكل متوازن. بالإضافة إلى ذلك، أحرص على الاستفادة من لحظات الراحة والاسترخاء لتجديد طاقتي والحفاظ على توازني النفسي والجسدي.
كيف يمكن للنساء المهتمات برياضة الجري الجبلي الانضمام إلى “نواة”؟
يمكن للنساء المهتمات برياضة الجري الجبلي الانضمام إلى “نواة” من خلال المشاركة في برامج التدريب التي نقدمها أو من خلال متابعة والاستفادة من محتوى منصتنا الرقمية. أنصح النساء بأن يكنّ مستعدات لتحدي أنفسهن وخوض تجربة جديدة قد تغير حياتهن بشكل إيجابي، حيث نقدم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق النجاح في هذه الرياضة.
ما هو أفضل جزء بالنسبة لك في قيادة فريق “نواة”؟
الجزء الذي أشعر بأنه الأفضل بالنسبة لي في قيادة فريق “نواة” هو رؤية تأثيرنا الإيجابي على حياة النساء. أنا سعيدة عندما أرى كيف أننا نلهم النساء ونساعدهن على اكتشاف قدراتهن من خلال رياضة الجري الجبلي، وكيف أننا نساهم في بناء مجتمع صحي وداعم يشجع على النشاط البدني بين النساء.
الانستغرام: nawaa.om