بعيداً عن تخصصها في المحاسبة تتألق مروة الحسنية بإبداعها في صناعة الفخار، متحديةً الحدود التقليدية لتجسيد مواهبها في عالم الفن. تجسد مروة قصة نجاح حقيقية، حيث أسست مشروعها “تليد” قبل سنتين، وشهد نموًا ملحوظًا ونجاحًا ملهمًا.

تتميز مروة بروح المبادرة والاستكشاف، حيث بدأت رحلتها في عالم الفخار بالتدريب في ورش متخصصة، لتكتشف موهبتها وشغفها في هذا المجال. وبفضل دعم هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، نجحت في تطوير مهاراتها وإطلاق مشروعها بنجاح. آخر مشاركاتها كان في معرض أقيم مؤخرا في متحف عمان عبر الزمان.

تليد: الروح العريقة في فن الفخار

تحمل كلمة “تليد” معانٍ عميقة، فهي تعبر عن الموروث والإرث القديم من السابقين، ما يجسد جذور الفن والحرفية التي تضفي قيمة وجمالًا لكل قطعة. تقول مروة إن هدفها من اختيار هذا الاسم هو تجسيد الروح العريقة والتراثية في منتجاتها.

تحويل الفخار إلى قطع فنية

تعمل مروة بجد واجتهاد على تصميم وتصنيع قطع فنية من الفخار، تجسد الجمالية والإبداع. تتضمن منتجاتها مجموعة متنوعة تشمل الأكواب والصحون والقطع الزخرفية، حيث تسعى لتنويع مجموعتها لتلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

تقول: “نقوم في مشروعنا “تليد” بتصنيع مجموعة واسعة من الأكواب والصحون وغيرها من الأدوات الفخارية، مع التركيز على تنويع منتجاتنا لتناسب جميع الفئات العمرية والاجتماعية. نسعى جاهدين لتحقيق هدفنا في توفير منتجات تجميلية وفنية تلبي احتياجات عملائنا، حيث نمزج بين الفن والجمال في تصميماتنا باستخدام الألوان الخاصة بالفخار، التي تضيف لمسات جمالية تعزز قيمة المنتج وتجعله يتميز بأناقته وفرادته”.

لماذا قلعة بهلاء؟

تقول مروة: زرنا بهلاء للمرة الأولى قبل قرار افتتاح محلنا هناك، وذلك لزيارة المصانع. خلال تلك الزيارة، التقيت بأحد المستثمرين في قلعة بهلاء بالصدفة، وبعد محادثته وزيارتنا للقلعة، أقنعت شريكي في المشروع بأهمية افتتاح محلنا داخل قلعة بهلاء، نظرًا لجماليتها وسكينتها، وطيبة أهلها واحترامهم. وبعد تواصلنا مع المستثمرين واتفاقنا على كافة التفاصيل، تم اختيار الموقع وحصلنا على دعم شركة مراسيم التي تعاونت معنا بكل تفانٍ ومساعدة، ولا زلنا نتلقى دعمهم حتى الآن بمختلف الطرق.

إنتاج وتدريب

يتكون مشروع مروة من قسمين رئيسيين: قسم بيع المنتجات وقسم التدريب. تقول: “في قسم بيع المنتجات، نقدم مجموعة متنوعة من المنتجات التي نسعى لجعلها متاحة لجميع الفئات، حيث تشمل الأكواب والصحون والعديد من القطع الأخرى. وبالطبع، نضيف لمسات فنية إلى منتجاتنا من خلال استخدام الألوان الخاصة بالفخار، مما يضيف جمالية وقيمة إضافية للمنتج. تتميز معظم منتجاتنا الفنية بتنوعها وعدم تكرارها بشكل كبير، بهدف تأكيد فرادة كل منتج وتجربة فريدة للعميل.

أما في قسم التدريب، فنقدم ورش عمل تهدف إلى تشجيع الناس على تعلم صناعة الفخار بشكل يدوي دون الحاجة إلى معدات متقدمة. تسعى هذه الورش إلى تمكين المشاركين من الابتكار والإبداع في منزلهم، كما تهدف إلى تشجيع وجود فنانو فخار في كل منزل يبدؤون بالعمل اليدوي ويتقنونه قبل الانتقال إلى مستويات أعلى. ولا تقتصر ورشنا على قلعة بهلاء فقط، بل تمتد إلى مسقط ونزوى، حيث نقوم بتقديمها بالتعاون مع بعض المدارس والكافيهات. خلال السنة الماضية، قمنا بتدريب ما يقارب 100 طفل وأكثر من 50 شابة، ونطمح في زيادة هذه الأعداد في السنة القادمة.

التحديات والتطلعات المستقبلية

رغم الإبداع والنجاح، تواجه مروة تحديات مثل عدم وجود مكان ثابت للإنتاج وقلة الموارد، ولكنها تظل متفائلة وتطمح لرؤية مشروعها ينمو ويتطور بشكل أكبر. تتطلع إلى توسيع نطاق عملها وتوفير مكان خاص للإنتاج، كما تسعى لرؤية منتجات “تليد” تتواجد في الأسواق المحلية والعالمية.