هنّ _ العُمانية
نظمت اليوم جلسة نقاشية حول الرواية النسائية الخليجية ومدى تمكنها من الإحاطة بالوقائع الاجتماعية والتاريخية، استعرضت فيها تجارب عددٍ من الروائيات من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والتحديات التي تواجها الروائية الخليجية بشكل عام، إضافة إلى ما تلامسه الروايات من وقائع اجتماعية وتاريخية، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28.
وقالت الشاعرة والروائية أسماء الزرعوني من دولة الإمارات العربية المتحدة: نظرًا لعدم توفر كتب تتناسب مع الأطفال في الوقت الذي بدأت فيه كتابة الرواية ارتأيت أن أكون مهتمة بهذا الجانب كوني تربوية وقريبة من الأطفال في المدارس وأكدت على ذلك مكتبة محمد بن راشد في كوني أول من كتب للطفل في عام 1994، وكان من المهم أن أعيش بين الأطفال لأنقل الواقع الحقيقي عبر هذه الروايات، مؤكدة على ضرورة فهم الأجيال الجديدة لمفهوم الرواية ومضمونها والقضية التي تتناولها لنصل إلى معالجتها بالطريقة السليمة نظرًا لكثرة من يكتب الروايات اليوم.
من جانبها قالت الشاعرة والروائية بدرية بنت محمد البدرية إنه لا يمكنني ككاتبة أن أختار بين الشعر والرواية فالفكرة تأتي بحلتها سواء كانت لشعرٍ أو رواية فالرواية تبدأ بفكرة ومن بعدها العمل على السيناريو وهي بمثابة حياة كاملة تتكون في ذهن الكاتب ثم يترجمها في كتابة.
وأوضحت الدكتورة والروائية زوينة بنت سعيد الكلبانية أن الكتابة في التاريخ ليست بالشيء الهين وأنه عالم معقد بحاجة إلى الجهد الفكري والثقافي المضاعف ووقت أطول للبحث في المصادر والمراجع والوثائق وذلك لأن بعض الوثائق تكون مغيبة أو منسية لأسباب ما، ولكن من واجب الروائي أن يحفر في الأحداث ويبحث عن مراجع أخرى لينقل حقيقة التاريخ كما كان في الواقع، ويعيش الحقبة الزمنية والمكانية التي يكتب عنها.
وقالت الروائية والشاعرة صالحة بنت عبيد غابش من دولة الإمارات العربية المتحدة: الكتابة بحر واحد على اختلاف أشكالها بين الشعر والرواية والقصة وإن المفردات والمهارات والقدرات هي التي تحكم شكل الكتابة فلا أعتقد أن هناك صعوبة للكتّاب في الانتقال بين أشكال الكتابة.
وبينت الروائية شريفة التوبية أن الأدب هو عمل إنساني وأنه منذ فترة ليست بالقصيرة والمرأة بشكل عام في سلطنة عُمان لها صوت ومكانة وربما التحديات التي تواجهها الروائيات هي تحديات عامة، وأولها هو الأدب نفسه لأنه بحاجة إلى تفرغ خاصة عندما يكون الكاتب قرر أن يكتب رواية، إضافة إلى الأمومة والزواج أيضا من التحديات التي يمكن أن تواجها الروائية، كما أشارت إلى أن الكتابة أحيانا هي المخرج الوحيد من الشعور بالألم والفقد والحزن وهذا ما ترجمه كتابها “سعاد.. رسائل لم تصل” وروايتها “سجين الزرقة” التي تناولت فيها قضية اجتماعية توقعت أنها لن تكون يومًا في يد قارئ، وأن الكاتب بشكل عام يسعى إلى إيصال رسالة أو هدف من خلال كتاباته.
وذكرت الروائية نجيبة بنت محمد الرفاعي من دولة الإمارات العربية المتحدة أنها بدأت كتابتها مع القصة القصيرة وبعدها الرواية وأن كل شكل من أشكال الكتابة هو عالم مستقل غير مرتبط بالآخر فالقصة بكل عناصرها تبقى قصة والرواية تبقى رواية ولا يمكن النظر إلى أن الرواية وجه متقدم لشكل القصة، مشيرة إلى أن كتابة الرواية بحاجة إلى خبرة حياتية ونضج أدبي وتلمس أكثر للواقع.
badriya_albadri