هن ّ _ خاص
في أحضان مدينة اللاذقية الساحلية الساحرة، انطلقت رحلة إبداعية فريدة، جسدها شخص استثنائي، إنه الفنان التشكيلي والنحات السوري، حسن حلبي، الذي تميز بأعماله الرائعة التي ينحتها على خشب الزيتون والجوز والعناب. إلى جانب أعماله في الضغط على النحاس والرسم بالقهوة والجرافيك.
تعتبر الحضارة الأوغاريتية صاحبة أول أبجدية ونوطة موسيقية في التاريخ، مصدر إلهام رئيسي لمنحوتات حسن حلبي على الخشب. يستمد إبداعه من تلك الحضارة العريقة، ويدمج في لوحاته الفنية بين المخزون الحضاري والإرث التاريخي السوري بطريقة فريدة ومتميزة، وبهذا يصيغ بإبداعه نقطة تلاقٍ بين الماضي والحاضر.
كذلك يذهب حلبي إلى تناول قضايا إنسانية متنوعة. المرأة حاضرة في أعماله بقوة فهي رمز الخصوبة، إلى جانب إبداعه في رسم الطبيعة وتجسيد مخلوقاتها . إحدى منحوتاته المميزة تتخذ شكلاً لرأس حصان في دلالة على مكانة الأحصنة في الحضارة الأوغاريتية التي كانت تشتهر بتجارة الأحصنة المحلية منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
و يتربع عمل فني ضخم في مديرية بريد اللاذقية بطول 3 متر تقريبا يجسد الحياة اليومية في مدينة أوغاريت من زراعة وتربية حيوانات.
أما أحد أعماله المميزة الأخيرة على خشب الزيتون فيحمل عنوان (ولادة سورية) ويتخذ مكانا مميزا من مدخل أحد المطاعم الشهيرة في ريف اللاذقية يبلغ ارتفاعه 3 أمتار وعرضه 120 سم، يقول حلبي عنه أنه يمثل صرخة بحار يطالب بوقف العدوان على سورية.
القهوة والنحاس وفيروز
لا يقتصر إبداع حسن الحلبي على النحت فقط، بل يمتد إلى رسم لوحات فنية باستخدام القهوة، حيث يستلهم إبداعه من عشقه للطبيعة. أما أعمال الضغط على النحاس فتأتي كتجسيد لأغاني فيروز مثل أعمال “نحنا والقمر جيران” ، سنرجع يوما” ، ورق الأصفر، وغيرها الكثير حيث يستخدم الحلبي هذه التقنية لتحويل الأغاني إلى أعمال فنية تبهر الناظرين.
يُذكر أن الفنان حسن حلبي، والذي وُلد في عام 1960 في محافظة اللاذقية، قام بدراسة الفن بدراسة خاصة وشارك في نحو ثلاثين معرضًا، منها عشرون معرضًا داخل سوريا، بالإضافة إلى معارض خارجية في لبنان وفرنسا وإسبانيا. تتمتع أعماله بشهرة واسعة وتم توزيعها في عدة دول، بما في ذلك سوريا وتركيا ولبنان وفرنسا والأردن وإسبانيا واليمن وأمريكا والإمارات وروسيا.