هنّ _ خاص
الحناء هي فن قديم يعكس تراثاً ثقافياً عريقاً في العديد من الثقافات العربية، وتحتل مكانة خاصة في حياة المرأة العمانية. فهي ليست مجرد زخرفة عابرة، بل تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تقاليد وعادات النساء في عمان. إن نقش الحناء يمثل تعبيراً فنياً عن الجمال والأنوثة، ويحمل في طياته قصصاً وتقاليد تتجاوز الزمان والمكان.
من بين الفنانات المتميزات في عالم نقش الحناء، تبرز شخصية أميرة القطيطية، الفنانة الموهوبة التي استطاعت تحويل هذا الفن التقليدي إلى تجربة إبداعية فريدة. بدأت أميرة رحلتها الفنية بتجسيد نقوش الحناء التقليدية ببراعة، لكن سرعان ما لفتت انتباه الجمهور بتصاميمها المبتكرة والمتجددة.
استطاعت أميرة القطيطية أن تأخذ خطوات هامة في تطوير أسلوبها الفني، حيث قامت بدمج عناصر حديثة في فن الحناء. انتقلت من تقديم نقوش تقليدية إلى تصميم استكرات حناء متنوعة، تلبي أذواق واحتياجات الشابات العمانيات. تميزت أعمالها بتنوع الزخارف والرموز، مما جعلها تحقق شهرة واسعة في عالم فن الحناء.
4 استكرات بتصاميم مختلفة
تقول أميرة: “في البداية، جاءت لي فكرة إنشاء استكرات حناء عندما لاحظت الحاجة المتزايدة لاستخدام الحناء في أوقات الاحتفالات والمناسبات، وكيف يكون هناك ارتفاع في الطلب خاصة في ظل الازدحام الذي يحدث وكثرة الراغبين في الحصول على نقوش مُزخرفة. جاءت فكرة استبدال الرسم اليدوي التقليدي بالاستكرات لتوفير بديل يكون ملائمًا لعملي. لذلك قمت بالتواصل مع عدة مصممات لاستكرات الحناء، واستغرق مني وقتًا طويلاً لتجهيز أربع استكرات. اخترت النقوش التي كانت تحظى بطلب كبير، وقمت بالتنويع بين النقوش الخفيفة والثقيلة لضمان إرضاء جميع الأذواق. وفي الوقت الحالي، تعمل المصممة التي أتعاون معها على إبداع تصاميم جديدة سأقدمها قريبًا.
تجسد أعمال أميرة القطيطية تواصل الأجيال وتطور الفن الشعبي، حيث تمزج بين التراث والحداثة ببراعة. تعكس تصاميمها الراقية تناغماً بين الأصالة والإبداع، وتجسد مفهوماً جديداً لجمال الحناء في عصرنا الحديث.
في الختام، يظهر عمل أميرة القطيطية كنموذج للابتكار والتجديد في فن الحناء، مما يسهم في تعزيز هذا الفن التقليدي وجعله يتناغم مع تطلعات وأذواق الجيل الجديد.
وأميرة القطيطية، هي خريجة هندسة بيئية من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان، وقد بدأ شغفها بفن الحناء في سن مبكرة جدًا.