هنّ _ خاص
” ليش أجدادنا كانو يأكلون كل شي وصحتهم كانت أحسن منا؟”
“ليش لازم أحرم حالي طيب أنا بحب الأكل وما بقدر أسيطر على نفسي؟”
بلتزم طول الأسبوع وبس أتهور مرة يعود الوزن.. يا ريت جيناتي كانت غير؟”
من الآسئلة الشائعة والتي تجعلني أتعرف على وجود مشكلة الأكل العاطفي عند المراجعة، والحل؟ لنجلس ونتحدث سوية بعيدا عن كوني أخصائية تغذية.
هل تعرفن ما هي أكبر مشكلة لدينا هنا؟ هو اعتمادنا على مبدأ الكل أو العدم. إما أن ناكل كل شيء أو أن نحرم أنفسنا من كل ما نحبه ونجوعها ظنا منا أن هذا هو الأصلح لها حتى ترتدع عن ما لذ وطاب وحتى تحرق دهونها الزائدة !
ماذا لو مشينا على مبدأ الاعتدال؟ أي نجعل ٨٠ بالمائة من أكلنا صحي و٢٠ بالمائة منه إرضاء لنفسيتنا، وماذا لو زدنا من نشاطنا البدني ليساوي على الأقل نصف النشاط الذي كان يبذله أجدادنا؟
بهذه الاستراتيجية المنطقية والأقرب لتطبق على أرض الواقع، سننجح بإنقاص الوزن الزائد دون حرمان ولا تعقيد. بحيث أتناول حصصي المناسبة من العناصر الغذائية ولا أحرم نفسي. لنفترض أنني رغبت يوما بقطعة من التشيز كيك، الحل الأفضل أن أشتريها وأتقاسمها مع شخص آخر حتى أقلل من سعراتها، بدلا من أن أحرم نفسي منها وأبقى حزينة ألوم نفسي غاضبة على وزني ونظامي.
أو أن نفترض مثالا آخر في يوم آخر رغبت بقشطة وعسل، أستطيع أن أقسم حصص النشويات لدي بحيث آخذ جزء منه بالقشطة التي أحبها والباقي أحرص على تناوله مع البروتين الصحي والألياف والخضار، هكذا أكون قد أرضيت رغبتي في بعض أنواع الأطعمة بكمية قليلة مع بقائي حريصة على طعامي الصحي وسعراتي التي تناسبني.
أهم شيء هو أن نتصالح مع الأكل ومع أجسامنا.
إذاً كيف نتخطى مشكلة الأكل العاطفي؟
1) كثرة التفكير بالشيء والخوف منه بجذبه نحوك، لذا ابحثي عن نشاطات تبعدك عن التفكير في الأكل أو شعورك بالملل.
2) تعلمي كيف تنظمين أكلك ضمن الحصص الغذائية، تابعي مع مختص إن كنت تجدين هذا صعبا عليك، لطالما وجد العلم والمختصين لمساعدتنا.
3)لا تقسي على نفسك وهوني عليها، أحبيها بالقدر الكافي الذي يشبعها عاطفيا حتى لا تجد من الأكل مجالا للتنفيس عن القلق أو التفكير الزائد أو الحزن أو جلد الذات أو أن ترضي ذاتها من خلاله.
4) هناك الكثير من الأشياء التي ستشعرك بالسعادة والرضا تنسيك كل أطايب الحياة من شراب وطعام. اكتشفي ذاتك وشغفك، هواياتك وأحلامك، مهاراتك ومواهبك، اكتشفي واستثمري فيها. تعلمي أشياء جديدة كان حلمك أن تتعلميها، لم يعد أي شيء مستحيل في زمن الانترنت ومنصات التواصل. التعلم يلهي ويساعد الكثيرات على إنقاص الوزن.
5) أحبي نفسك أكثر وتذكري مزاياك التي أنعم الله بها عليك.
ربما تتساءلين الآن: كيف أسيطر على نفسي؟
تخيلي نفسك في مؤتمر وأنت المنظمة لهذا المؤتمر، كل العيون عليك، من المؤكد أنه لن يكون هنالك فارق كبير لديك وقتها إن تناولت من الحلويات المحضرة في البوفيه أم لا، ستقولين لنفسك سأكتفي بكوب من الكابتشينو لتعطيني الطاقة لأن ما يهمني الآن هو المؤتمر.
صدقيني من السهل أن تتخيلي حياتك كأنها مؤتمر فيه كل طموحاتك وأهدافك والهوايات والمهارات والخدمات التي تتميزين بها وتساعدين فيها الناس. كل هذا الانشغال بالتخطيط لحياتك ومدى أهمية حضورك ومسؤولياتك والأشياء المنتظر تقديمها من الممكن جدا أن تشغلك عن التفكير في لذة البيتزا التي لم تكملي ربعها وستكتفين بهذا القدر وتمضي. وقتها وفي تلك المرحلة تحديدا ستجدين وزنك بدأ ينقص وبدأت تتخطين الأكل العاطفي دون أن تلاحظي.
