رُصدت مؤخراً الكثير من الممارسات غير الصحية على محلات صالونات التجميل النسائية إلى الحد الذي يمكن تصنيفها بالممارسات الخطيرة؛ نظراً لاتصالها بشكل مباشر بالجلد والبشرة تتمثل في القيام بثقب الجلد وحرقه باستخدام أدوات غير نظيفة أو غير معقمة تعقيم فعال إلى جانب حقن البشرة بمواد غير مرخصة باستخدامها في صالونات التجميل والتي من المفترض أن تتم داخل عيادات صحية متخصصة و تحت إشراف طبي؛ للتأكد من نوعية المواد المستخدمة وطريقة الحقن؛ لما لها من انعكاسات صحية مترتبة بشكل مباشر على متلقي الخدمة بسبب الاتصال المباشر للجلد والبشرة.
أنشطة محظورة:
ووفقاً إلى المادة رقم (24) من القرار الإداري رقم (219/2019) بشأن لائحة الاشتراطات الصحية الخاصة بممارسة نشاط تصفيف الشعر والتجميل للنساء؛ صنفت عدد من الأنشطة التي يحظر مزاولتها من قبل المرخص له بمزاولة نشاط مراكز التجميل للنساء وهي كالآتي: استخدام أجهزة الليزر أو العلاج بتقنية النبض الضوئي(IPL) أو أي أجهزة أخرى مماثلة في المحل، عرض أو بيع أو استخدام مستحضرات ومواد كيميائية مالم يكن مصرحا بها من قبل الجهات المختصة أو منتهية الصلاحية أو التي لا تحمل بطاقة بيانات، إجراء عمليات حقن مادة البوتكس (Botox ) ومواد التعبئة مثل ريستالين (Restylane), البرلين (Perlane)وغيرها، إجراء عمليات تقشير البشرة(Peeling) من الدرجة المتوسطة والقوية، إجراء عمليات شفط وتفتيت الدهون، بيع واستخدام الوصفات للأغراض العلاجية، إجراء عملية ثقب الجلد، وعمليات الوشم( المايكروبليدنج –Micro blading )، وكذلك أي عمليات تستدعي تدخلا أو إشرافا طبيا، إلى جانب حظر إجراء أي عمليات فيها اختراق للحاجز الجلدي مثل ديرمارولر (Dermaroller) أو ديرمابن(Dermapen) أو غيرها.
ممارسات مخالفة:
تتمثل الخطورة في الممارسات المخالفة التي يتم التهاون بها وممارستها بعيداً عن الرقابة نظراً لصعوبة ضبطها، نتيجة تهاون وإهمال من العاملات(القائم بالخدمة) بخطورة الأمر وعدم الاكتراث بعواقبه الخطيرة يأتي من بينها خلط المنتجات مع مواد غير آمنة أو مع مواد غريبة واستخدام خلطات مجهولة المصدر، إلى جانب مشاركة منتجات التجميل بين الزبائن خاصة مستحضرات التجميل وأدوات (المكياج )، فضلاً عن ذلك تلجأ بعض العاملات إلى التهاون في اضافة اللعاب أو الماء على المنتجات دون الاكتراث بالضرر الخطير لذلك، ناهيك عن وجود مواد تجميلية كإبرة توريد الشفايف وكريمات التبييض ومنتجات التخسيس التي تجلبها العاملات من بلادهن يتم اخفائها وعدم عرضها إلا في حالة طلب الزبونة وبسرية تامة، كما يتم ممارسة بعض الأنشطة التي يحظر مزاولتها داخل صالونات التجميل ويتوجب مزاولتها داخل عيادات متخصصة وبإشراف طبي تتمثل في ثقب الأذن، و استخدام المايكروبلدينج في عمليات الوشم، وعلاجات البشرة باستخدام ديرمارولر و ديرمابن، وكذلك حقن البوتكس باستخدام مواد التعبئة(ريستالين أو برلين)، إلى جانب عمل التقشير الكيميائي للجلد من الدرجة القوية والمتوسطة، وكذلك استخدام الحناء السوداء، إضافة إلى استخدام تقنية النبض الضوئي لإزالة الشعر(IPL or Diode).
انعكاسات صحية:
غالباً ما يتم رصد عدد من الانعكاسات الصحية نتيجة تلك الممارسات الخاطئة والمخالفة التي تتم داخل صالونات التجميل نتيجة عدم الوعي الكافي بتلك المخاطر أو عدم الاكتراث والتهاون مما يكون ضريبة ذلك هو الصحة العامة؛ حيث أن تلوث مستحضرات التجميل نتيجة الممارسات الخاطئة من العاملات في صالونات التجميل ينتج عنها ظهور عدة أعراض ومخاطر صحية مثل الحبوب والالتهابات وتقرحات الشفاه وغيرها نتيجة استخدام المنتجات والأدوات غير القابلة للمشاركة مع الأخرين مثل بودرة الأساس ومنتجات العيون، و منتجات الشفاه وأدوات وضع المكياج؛ إلى جانب تقديم خدمة إزالة الشعر دون الأخذ بالإجراءات الاحترازية من تعقيم لليدين أو عدم اللمس المباشر للجلد؛ محدثاً بذلك عدوى جلدية وإصابة الزبونة بالبكتيريا والفطريات والطفح الجلدي، والأخطر من ذلك وجود احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل الأيدز وأمراض التهاب الكبد الوبائي والتهاب السحايا الفيروسي؛ نتيجة الممارسات التي تتعلق بثقب الجلد وحرقه دون إخضاع الأدوات المستخدمة للتعقيم الجيد نظراً للاحتمالية انتقال الدم الملوث بين الزبائن.
جهود البلدية:
تبذل بلدية مسقط ممثلة بقسم الرقابة الصحية في المديريات جهوداً بارزة في متابعة مراكز التجميل النسائية والتحقق من التزامها بالاشتراطات الصحية الخاصة بالنشاط ومدى تقيد العاملات بالممارسات الصحية السليمة وعدم وجود تجاوزات داخل هذه المراكز التي يتطلب عليها تحرير مخالفات صحية في حالة عدم التقيد، حيث تسعى البلدية بتخصيص كوادر مؤهلة في المجال تعمل وفق خطط مدروسة ومتابعة مستمرة لضمان وتعزيز التزام المحلات بالاشتراطات الصحية وضبط الممارسات المخالفة بالإضافة إلى توعية العاملين في هذه المراكز ونشر الوعي الفكري والثقافي للجمهور بكافة فئاتهم.