هنّ _ خاص
هناء منصور ناصر، مهندسة مدنية متميزة ورائدة أعمال عمانية طموحة ومبدعة تمكنت من تحويل فكرة جديدة إلى واقع ملموس، فقد قامت هناء بتقديم مفهوم فريد للعناية بالصحة والجمال والفن عبر تأسيسها لعيادة مبتكرة تقدم للمرة الأولى فيها أعمالًا فنية تعكس تفرد وروعة الإبداع، وتجمع بين الفن والصحة بطريقة مبتكرة.
ومن خلال مبدئها في تحويل الألم إلى أمل وجعل الفن جزءًا من تجربة العلاج والرعاية، قامت هناء بإضفاء لمسة فريدة على مشروعها الرائد. عيادتها ليست مجرد مكان للعلاج والجمال، بل هي أيضًا مساحة للفن والإبداع، حيث توشحت عيادة سمايل جاليري بأجمل اللوحات والأعمال الفنية لفنانين محليين من كل الفئآت مما يجعلها تجربة مميزة للزوار والمرضى. المزيد عنها في هذا الحوار:
أنت مهندسة وعملت في هذا المجال لسنوات.. كيف جاءت فكرة إنشاء عيادة سمايل جاليري؟
رغم أن القدر ساقني لدراسة الهندسة المدنية التي تميزت بها، إلا أنني لطالما كان لدي شغف في المجال الصحي يدفعني نحو دخوله بإحدى الطرق فقد كانت سعادتي الشديدة برؤية ابتسامة الرضى والعافية على وجوه الناس، ورغبتي في خدمة المجتمع ووطني الغالي، هما العاملين الرئيسيين اللذان دفعاني نحو تحقيق هذا الهدف وإنشاء عيادة سمايل جاليري.
برأيك ما هو الدور الذي يؤديه الفن والجمال في تعزيز الرعاية الصحية؟ وكيف ترجمت هذا إلى واقع؟
إيماني التام بأن العافية تأتي من الداخل هو ما ألهمني للجمع بين الفن والجمال مع الرعاية الصحية. أدركت أن الصحة تعتمد على توازن العناصر النفسية والعقلية والجسدية، والفن هو لغة تمكننا من التعبير عن الجمال من منظورات متعددة. كما يقول شيابنا: “الدنيا نظر عين”، وهذا يعني أن هناك جمالًا في كل شيء حولنا يمكننا استكشافه والاستفادة منه لتعزيز الراحة النفسية والجسدية للأفراد.
لقد عملنا عملنا على انتقاء أطباء ذوي خبرة كبيرة لتقديم خدمات شاملة ومتميزة والتفرد بأحدث الأجهزة في مجال الصحة على مستوى العالم، اما الفن فهو شغف وهواية منذ الصغر وكان هدفي هو توظيف هذه الزاوية عن طريق الفنانين بمختلف المدارس الفنية المتفردة من نوعها، وتشرفنا بضم عيادتنا للوحات فنانين عمانيين مخضرمين على الساحة المحلية والعالمية.
وأؤكد أن طريق الشفاء يأتي من راحة الروح قبل الجسد، فلكل داء دواء وللروح راحة مختلفة لذلك حاولنا جاهدين تزظيف الفن الراقي وجمال الإبداع في صحة مرضانا، حيث تساعد الألوان واللوحات والمحتوى الفني في بث الراحة النفسية والاستقرار النفسي الذي بدوره يؤثر على راحة الشخص وصحته .
ما الصعوبات التي واجهتها أثناء بناء هذا المشروع وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
التحديات موجودة دائما وخصوصا عند إنشاء مشروع فريد من نوعه، لكنني لم أترك أي صعوبة تقف في وجه تحقيق أهدافي. فلا شيء يأتي بدون تعب وجهد، فوراء كل نجاح هناك ليالٍ طويلة من العمل الجاد والتفكير العميق والاجتهاد المتواصل. بالرغم من التحديات التي واجهتها، إلا أنني لم أسمح لها بالتغلب على همتي واجتهادي، فقد كان التقدم تدريجياً من خلال التركيز على حلول لكل صعوبة بشكل منفصل، ولم أؤجل أي جانب من العمل إلى وقت آخر.
ما ساعدني بشكل كبير هو إيماني الكامل بالله عز وجل ويقيني بأني سأتمكن من تحقيق أهدافي والتغلب على التحديات. فإيماني بأن الله لن يضع في قلوبنا رغبة في شيء ما إلا وقد ألهمنا تحقيقها، كان دافعًا قويًا لنواصل العمل بإصرار. كما أنني اعتمدت على مقولة حفظتها عن والدي حفظه الله وهي: “حيثما تكون الإرادة، يوجد الطريق”.
ماذا يعني الفن لك؟ وهل لديك هواية أخرى استفدت منها في الوصول لما تطمحين له في مشروعك؟
الفن بالنسبة لي هو عالم جميل وراقٍ يمنح الأمل حتى في أصعب اللحظات، حيث تحمل كل لوحة قصة فريدة وحكاية خاصة بالفنان، وهذه القصص قد تلامس مشاعر وأحاسيس الآخرين. لي هواية أساسية ومتأصلة في منذ الصغر فقد صقلت شخصيتي بشكل كبير ومنها استطعت أن أكون قوية في رحلتي نحو تحقيق أهداف مشروعي، ألا وهي الفروسية. فالفارس يمتلك صفات القيادة والصبر والعزم على عدم الاستسلام، وهذه الصفات مهمة في ريادة الأعمال. إن الاختلافات والتحديات التي نواجهها في الحياة تعتبر جزءًا من رحلتنا نحو التطور والنجاح، وهو ما يجعلنا نستمر في السعي نحو أهدافنا وتحقيقها.
كيف تروجين لمشروعك وتشجعين الفنانين المحليين على المشاركة؟
عيادات سمايل جاليري هي مكان مفتوح لكل فنان عماني شغوف، وهذا أمر أصبح معروفًا لدى الجميع. نحن نرحب بالمثقفين العمانيين ونفتح أبوابنا لاستضافة أنشطتهم الثقافية والفنية. يعكس هذا الانفتاح توجهنا نحو التعاون مع العقول الراقية في المجتمع، حيث تجتمع الذائقة والإبداع في مكان واحد، وتتناغم المؤسسة الصحية مع الثقافة والفن.
ما هي خططك المستقبلية لتوسيع نطاق عيادتك أو تقديم خدمات إضافية؟
الطموح لا يعرف حدودًا، وفي عيادات سمايل جاليري، نعمل بجد واجتهاد مستمر لتوفير خدمات صحية متميزة ومتقدمة للأفراد في عمان. نحن نسعى جاهدين للتطوير المستمر واستخدام أحدث التكنولوجيا والأجهزة الطبية في مجال الصحة. بدأ مشروعنا مع عيادة الأسنان وتميزنا بتوسيع خدماتنا لتشمل عيادة جراحة عامة وجراحة المناظير المتخصصة بالشراكة مع كفاءتنا العمانية المميزة. كما قمنا بإضافة قسم الجلدية وجراحة التجميل، مستفيدين من خبرات عالمية بشكل حصري لعيادة سمايل جاليري. هناك أيضًا قسم مخصص للنساء والتوليد والتجميل النسائي. وما زلنا نعمل بإصرار وتطلعات للتوسع والنمو، حيث لا توجد حدود لطموح في عائلة سمايل جاليري.
ختاماً، هل لديك أية رسالة تحفيزية للشابات اللواتي يتطلعن إلى تحقيق أحلامهن وبناء مشاريع ناجحة؟
بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العمانية، أود أن أوجه رسالة تحفيزية إلى جميع النساء اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن وبناء مشاريع ناجحة. يجب أن نؤمن بأنفسنا وقدرتنا على التحقيق، وعلينا ألا ننتظر بلا جدوى حتى يتحقق الحلم بشكل مثالي. الجرأة والخطوة الأولى هما المفتاح للوصول إلى النجاح. ابحثي عن فرصتك وابدئي بأولى خطواتك، وتذكري دائمًا أن كل شيء سيأتي تباعًا. كما قال المتنبي: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”.