هنّ _ خاص
تحت علامة تصميم المجوهرات الفاخرة “ديمة”، تروي شادية سالم الإسماعيلية وابنتها سعاد ناصر الريامي قصة نجاح استثنائية ولدت قبل 15 عامًا.
بدأت هذه القصة في عام 2008 عندما شعرت شادية بأن المرأة العمانية تتخلى عن المجوهرات التقليدية بسبب تغير نمط حياتها واحتياجاتها العملية. هذا دفعها إلى الحفاظ على التراث العماني من خلال تصميم مجوهرات تستوحي من تراث وثقافة البلاد حلياً لتتزين بها النساء في جميع الأوقات.
ومنذ إنشائها، نجحت “ديمة” في جذب الاهتمام العالمي من خلال مشاركتها في مجلات عالمية مرموقة وتوسيع نطاقها للبيع خارج سلطنة عمان.
حكاية البداية
شادية الإسماعيلية، التي عملت في مجالي المالية والاستثمار لمدة 22 عامًا، قررت أخيرًا متابعة شغفها وحلمها، وكما تقول فإن حبها للمجوهرات قديم، وأنها كانت دائما تأتي بقطع مجوهرات تقليدية وتجري عليها بعض التعديلات لتعطيها بذلك طابعا عصريا وتضفي عليها عنصر سهولة الاستعمال والراحة. وبعد أن جمعت أعدادا كبيرة من تلك القطع راودتها فكرة دخول تجربة تصميم المجوهرات الحديثة المبنية على أسس التراث العماني. فاستقالت في فبراير 2010، من شركة تطوير البترول العمانية المحدودة لتكون مكرسة بالكامل لتصميم المجوهرات، والتحقت بعدة دورات تدريبية في بريطانيا لتتعلم أسس هذه الصناعة، ثم أسست ديمة، ومنذ ذلك الوقت تركز شادية على قسم التسويق والعلاقات العامة في العلامة وتجسد حبها للمجوهرات من خلال تصميم قطع فنية تجمع بين التقاليد والعصرية.
أما سعاد، التي عملت في مجال المحاماة قبل أن تدخل عالم ريادة الأعمال في عام 2014، انضمت إلى والدتها لتصبح الشريك المؤسس ومدير التسويق والعلاقات العامة في “ديمة” حيث كانت جزءًا لا يتجزأ من تطوير استراتيجيات التسويق المحلي والدولي للعلامة التجارية التي قدمت مجموعات مختلفة لكل منها لونها الخاص.
تستعد “ديمة” خلال هذا الشهر لتدشين مجموعة المشربية التي تتضمن أقراطاً وخواتم مستوحاة من المشربية ومرصعة بالأحجار الكريمة
وعن ذلك تقول سعاد: قدمت ديمة حتى الآن وبنجاح كبير مجموعات عديدة مستوحاة من خطوط مختلفة، فمثلا مجموعة الجامع الأكبر مستوحاة كما يبدو من الاسم من هندسة الجامع الأكبر، وهناك مجموعة الأوبرا التي استلهمت من جماليات دار الأوبرا السلطانية، ثم مجموعات المشوك وعقام والوئام وغيرها، وجميعها تستوحي تصاميمها من عمق التراث العماني.
وتضيف سعاد: كان للطبيعة أيضاً موقعها في ديمة فجاءت مجموعتي النخلة والفراشات. هذا فضلا عن أن الدار تستعد خلال هذا الشهر لتدشين مجموعة المشربية التي تتضمن أقراطاً وخواتم مستوحاة من المشربية ومرصعة بالأحجار الكريمة. هذه المجموعة موجهة للمرأة العصرية التي تسعى للتمييز في كل وقت.
التوسع إلى تصميم الديكور
لاقت تصاميم الدار نجاحا ملحوظا منذ البداية، وقد بدأت بانتاج الهدايا التذكارية والتحف الفنية حسب الطلب. وفي العام 2011 توسعت نشاطات العلامة فقدمت مجموعات أواني الطعام الفاخرة والشراشف تحت إسم Living by Deema، ومن ثم الهدايا التذكارية في العام 2012 وتلتها المنتجات الموجهة للرجل في العام 2016.
وبينما توقف البعض خلال فترة الإغلاق العام وجائحة الكورونا، إلا أن مؤسستي الدار وجدتا في تلك الفترة فرصة للالتحاق بدورات عدة عبر الانترنت للتعمق في مختلف نواحي العمل، وقد درستا فكرة التوسع وقررتا دخول عالم تصميم الديكور واكسسوارات المنزل بقوة، لتقدم العلامة للمرأة جميع ما تحتاجه من المنتجات الفاخرة تحت مظلة واحدة وفي بوتيك واحد.
رسالتنا للنساء
تتوجه سعاد للعمانيات بنصيحة هي خلاصة تجربتها الناجحة مع والدتها فتقول: ليس من الضروري أن تكوني طبيبةً أو مهندسةً أو محاسبةً أو محاميةً لتكوني شخصًا ناجحًا. ستكونين ناجحةً إذا كنتِ متحمسةً لما تقومين به، وتستمتعين بما تعملينه، وملتزمةً به، و بمجرد أن تحددي ما تشعرين به شغفًا، امتلكي رؤية واضحة لمشروعكِ وأين ترغبين في أن تصلي إليه. قومي بوضع خطة عمل ونفذيها وقيمي أدائكِ بشكل متكرر. احتفظي بمحيط إيجابي من الأشخاص ولا تقبلي “لا” كإجابة. لا يمكننا أن نكون خبراء في جميع المجالات، لذا ابحثي عن المساعدة في المجالات التي تفتقرين فيها إلى الخبرة وقومي بتفويضها للخبراء.
باختصار، وصفتي للنجاح تتضمن: الشغف، التركيز، الإيجابية، الشبكة الإيجابية والمؤثرة، التفاني، والتفويض.