هنَ _ خاص
ترسم أميرة القطيطية مسار حياتها بألوان الإصرار والعشق لفن الحناء منذ أن كانت صغيرةً، حيث وجدت في هذا الفن قصةً لترويها وعالمًا يشع بسحره وجماله. منذ أيام المرحلة الابتدائية، أحبت متابعة ومشاهدة فنانات الحناء وهن يرسمن النقوش الرائعة في المناسبات والأعياد. كانت تجلس بتركيزٍ شديد، تراقب الأشكال والتفاصيل وتحاول التعلم منهم وبقي هذا الطموح رفيقها إلى أن وصلت بشغفها إلى نجاحها الحالي.
يعد فن الحناء تعبيرًا فنيًا تراثيًا ثمينًا يحمل في طياته الجمال والإبداع والتاريخ، وتجسد أميرة هذا الفن بأسلوبها الشخصي الراقي وموهبتها اللافتة. تنسج في رسوماتها أشكال هندسية دقيقة وزهورًا تنبض بالحياة، مما يعكس تفرداً فنياً لافتًا. ومن خلال حسابها على إنستغرام، تسعى أميرة لنقل رسالة فنية تحملها تصاميمها، تلهم بها الناس لتحقيق مزيدٍ من التألق والتفرد في مجالاتهم الفنية والإبداعية.
الدراسة والموهبة معا
أميرة القطيطية، خريجة هندسة بيئية من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان، وقد بدأ شغفها بفن الحناء في سن مبكرة جدًا، وتحديدًا في أيام المرحلة الابتدائية. كانت تتابع بحماس كيفية عمل نقوشات الحناء في المناسبات والأعياد. وعلى الرغم من أنها كانت ترسم بنفسها، إلا أنها كانت تنتقد كل نقش ينتهي بها، محاولة تعديله وتحسينه. وهكذا، مرت الأيام واشتد شغفها بفن الحناء، وبدأت تتدرب على رسم النقوش في أوراق الرسم بواسطة الأقلام، وتحاول تقليد كل رسمة تثير إعجابها.
ومع هذا التدريب المستمر، كانت أميرة تواجه بعض اللحظات اليائسة والحيرة بسبب تقنياتها الابتدائية في الرسم، وعدم شعورها بأنها متقنة بشكل كافٍ. ومع ذلك، لم تستسلم للصعوبات والانتقادات التي واجهتها من محيطها، بل استمرت في العمل الجاد والتحسن المستمر. ومع دخولها المرحلة الثانوية، بدأت تتلقى أولى الطلبات من الزبائن، وكانت سمعتها تنتشر بسرعة في المنطقة التي تعيش فيها.
تحديات قادتها للنجاح
بالعزيمة والعمل الجاد، تدرّبت أميرة على فن الحناء وسط ألوان الأقلام وأوراق الرسم، محاولةً تقليد كل تفاصيل النقشات التي أعجبتها. وكما يحدث مع كل شغفٍ حقيقي، مرت بلحظاتٍ من اليأس والتشكيك في قدراتها الفنية، لكنها لم تفقد الأمل ولا تراجعت. احتضنت تلك التحديات وتعلمت منها الاستمرار في الاجتهاد لتحقيق أحلامها.
بمرور الوقت، اكتسبت أميرة خبرةً تجعل من رسم النقوش الحناء جزءًا من وجودها، حيث استقطبت أول زبائنها في مرحلة الثانوية، وعُرِفَ اسمها في منطقتها بسرعةٍ كبيرة. ولم تتوقف رحلة تطويرها هنا؛ ففي مرحلة الجامعة، اتجهت أميرة نحو تحقيق توازنٍ رائع بين دراستها الجامعية وموهبتها الفنية الرائعة. استقبلت العرائس والزبائن الجدد وأبهرتهم بأسلوبها الفني الراقي والمتطور.
ومع اكتمال مسيرتها الفنية، قررت أميرة أن تخطو خطوةً إضافية نحو العالم الرقمي، حيث أنشأت حسابًا على منصة إنستغرام لعرض صور أعمالها الفنية. ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى نجحت بجذب محبّي فن الحناء، مما جعل حسابها يشهد نموًا ملحوظًا من المتابعين الذين أصبحوا يعجبون بكل تفاصيل تصاميمها ويتطلعون للمزيد من أعمالها الفنية الرائعة وبعضهم تحولوا إلى زبائن دائمين لديها.
ألوان ونقوش
في سلطنة عمان، يتميز فن الحناء بتنوع ألوانه، حيث يتوفر الأحمر، والبني، والعنابي، والأسود. ومن بين هذه الألوان، تفضل العديد من النساء وفقا لأميرة استخدام اللون البني، نظرًا لثباته على اليد لمدة تصل إلى ٦-٧ أيام. ومع تطور العصر، لم يعد استخدام الحناء محصورًا في المناسبات والأعياد فقط، بل أصبحت النساء يفضلن استخدامها بشكل يومي ودون حدوث مناسبة خاصة.
ومع تطور أميرة في فن الحناء، تغيرت أنماط النقوش التي ترسمها. بدأت من نقوش بسيطة تحمل ورودًا كبيرة وأغصانًا، إلى تصاميم دقيقة تضم أشكال هندسية وورود متنوعة وجميلة للغاية. وأصبحت النقوش الثلاثية الأبعاد ونقوش الفراشات من أبرز الطلبات التي تتلقاها. تقول أميرة: رغم المجهود الكبير الذي تتطلبه نوعية النقوش الثلاثية الأبعاد، إلا أن جمالها عند الانتهاء منها يجعلها جديرة بالوقت والتعب الذين بذلتهما”.
مركز متخصص
النجاح الذي حققته أميرة لم يجعلها تتوقف عن الحلم، رغبتها بتطوير أعمالها تزيد يوما بعد اليوم، وكما تقول فإن طموحها حاليا هو تحقيق حلمها في تأسيس مركز خاص بالنقش والتدريب على الحناء، بحيث يصبح هذا المركز مرجعًا لجميع هواة الحناء ومحبي فن التصميم اليدوي، وأن يساهم في مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية بغض النظر عن تخصصاتهم الجامعية.