هنَ _ خاص
فردوس شافي، فنانة تشكيلية ومزخرفة، شغوفة بفن الزخارف الحديثة أو ما يطلق عليه بفن الماندالا وفن الدودل، حيث أميل لدمج الزخارف النباتية والهندسية والإسلامية باستخدام مزيج من الخامات المختلفة، منتسبة للجمعية العمانية للفنون التشكيلية تحت إدارة، عضوة في منتدى بيت الفن التشكيلي العماني، ومرسم الشباب بصحار، بيت فن صحار، وأيضا منارة العرب للثقافة والفنون الدولية، تناغم الفن، رؤى عربية، بيت ثقافة وفنون العرب.
كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟
بداياتي في الفن التشكيلي وفي فن زخارف الماندالا بالتحديد، كانت بدايات متواضعة تملؤها الرغبة بتجربة واستكشاف أغلب المدارس الفنية على اختلافها، لم تكن تهمني الصورة النهائية بقدر ما كانت تهمني التجربة بحد ذاتها. تدرجت من المدرسة الواقعية للتجريدية والسريالية، ولكن لم أجد الشغف إلا في مجال الزخارف وبالتحديد فن الماندالا كونه كان حديثا آنذاك على الساحة الفنية العمانية تحديدا، وجدت أنه الفن الذي جذبني بتفاصيله وجمالية أشكاله وكيف أنه يجمع بين أكثر من نوع من أنواع الفنون الزخرفية منها الهندسية والاسلامية التقليدية والنباتية. بعدها تعرفت أكثر على فن الماندالا، ومن خلال بحثي على شبكات التواصل الاجتماعي، وطرح بعض الفنانين الأجانب لبعض الرسومات، وحديثهم عن الأدوات والأشكال وكيفية الرسم، استغليت هوايتي وحبي لمجال اللون و الرسم لتطوير نفسي، فبدأت بلوحة بسيطة، علما أنني لم أكن أمتلك الأدوات المطلوبة لكنها كانت لوحة بسيطة ومطابقة كثيراً لما كنت أشاهده.
أدركت حينها ومن أول تجربة لي أنه الفن الذي يجب أن اكتشفه أكثر وأبحث عن سبل لتطويره وتكوين هوية فنية خاصة بفردوس شافي. هوية تتحدث عني عن طريق لمساتي الفنية في الأعمال، الأسلوب الفني المستخدم، كيفية توظيف الخامات الفنية في أعمالي الفنية وكيفية إخراجها وعرضها للجمهور. مع مرور التجارب الفنية والمشاركات المحلية والدولية، بدأت ملامح هذه الهوية تتكون شيئا فشيئأ، فاتجهت لتقديم الورش الفنية الخاصة بتدريب أساسيات هذا الفن لمختلف الفئات كطلبة المدارس والجامعات، وهو ما كان يعطيني الحافز كي أستمر وأقدم المزيد من هذا الفن.
ما أول عمل رسمته نال الإعجاب ومن خلاله تم الاعتراف بموهبتك كفنانة تشكيلية؟
لم يكن الاعتراف بموهبتي وإطلاق لقب فنانة تشكيلية علي من أول عمل لي أو من أول مشاركة فنية. أؤمن جدا أن البدايات لا تكفي لخلق الفنان، بل الاستمرار والمشاركة في المحافل الفنية وإبراز الهوية الفنية وتراكم الخبرات هي من توصلنا لأن يتم الاعتراف بنا كفنانين تشكيليين.
ماذا تمنحك الألوان، أخبرينا عن فلسفتك الخاصة في التعاطي مع اللون.! وما هي الألوان التي تجذبك في الرسم.؟
كل لون له كيانه وحضوره في أغلب أعمالي الفنية الزخرفية، حيث كثيرا ما أعتمد على اللون في تشكيل وإظهار الاشكال الزخرفية وجماليتها وأيضا إظهار مكامن وملامس العمل المختلفة أيضا عن طريق اللون وذلك باستخدام التقنيات المختلفة في التعامل مع الألوان ومختلف الخامات التي قد يحتاجها الفنان لاخراج عمله بالشكل المطلوب. بإعتقادي أن فن الماندالا وكيفية توزيع الألوان في رسومات وزخارف الماندالا بشكل خاص له تأثير واضح على الجانب النفسي لممارسيه، منها أنها تساعد على التخلص من الضغوطات اليومية تفريغ وإخراج الطاقة السلبية وتساهم في الاسترخاء والهدوء النفسي لكمية التركيز في رسم الزخارف الصغيرة. من جانب آخر، العلاج النفسي بالألوان وبفن الماندالا أمر أصبح متعارفا عليه بين الأطباء النفسيين الذين أكدوا أهمية تأثير الألوان والفن على الحالة النفسية.
الأمر الذي أراه مميزا في مجال فن الماندالا، هو أن رسم زخارف الماندالا قد تخبرك الكثير عن نفسك، عن قدرة كل شخص على تحويل تلك الماندالا، باستخدام الألوان، لشيء مختلف تمامًا عن الآخر، فإذا أعطيت الماندالا لمليون شخص، ستعود إليك مليون لوحة، ملونة بمزيج مختلف من الألوان، وتوزيع مختلفة للألوان أيضًا.
ماهي رسالتك التي تسعين لايصالها للعالم من خلال لوحاتك الفنية؟
رسالتي المتواضعة التي تحضر في كل أعمالي ذات الطابع الزخرفي الدقيق والمتناسق ألا وهي التأني في الزخرفة ورسمِ الأشكال الهندسية بشكل تدريجي، يعلمنا الصبر، ويلقننا درسا مفاده أن لا شيء يأتي في الحياة دفعة واحدة، فبقدر صبرنا وكمية التأني، تكون الفرحة بلوحتنا في النهاية.
حدثينا عن فن الماندالا أو فن البهجة والسعادة كما يطلقون عليه؟
الماندالا هي أشكال هندسية لها العديد من المتغيرات والتي تظهر تقريبا في جميع الثقافات. وخاصة الثقافة الهندية القديمة والحضارة السنسكريتية وترجمتها الحرفية هي “الدائرة المقدسة”. ولها عدة رموز منها أنها رمز للشفاء والكمال والوحدة والتكامل. هي أيضا عبارة عن دائرة تتكرر فيها الدوائر والأشكال الهندسية المختلفة، وكلما تعمق الفنان في دائرته كلما وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، حتى إنك لتحس بجاذبية قوية بين الفنام ودائرته، تجذب عينيه وقلبه وفكره وتركيزه، أما تسميته بفن البهجة، فلأنه يدخل السرور والفرح على النفس، لذلك فهو يعد أحد الفنون التي ثبت علميا دورها الإيجابي في معالجة التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة.
يعرف فن الماندالا بفن البهجة والسعادة، وهو يتميز بالبساطة وبسهولة إتقانه من الجميع، ويرتكز على رسم دائرة تُقسّم إلى أجزاء تتفرّع من تلك الأجزاء أشكالٌ هندسية تختلف باختلاف الفنان نفسه.
التركيز على التفاصيل والمساحات الصغيرة لهذه الأشكال ينزع عني الشعور بالقلق من كل ما يدور حولي ويأخذني إلى عالم السكينة ويقطع صلتي بالعالم الخارجي، فيُخلق رابطا قويا بيني وبين القطعة التي أرسمها فقط“.
ما الصعوبات أو التحديات التي واجهتك وتواجهك اليوم؟
من ضمن أبرز التحديات التي واجهتها في بدايتي كانت الربط بين المجال الفني ومجال الدراسة الجامعية في تخصص إدارة الاعمال وفي الوقت الحالي التوفيق بين الفن والمجال المهني في إدارة المشاريع والذي يعتبر بعيدا كل البعد عن الفن واللون. أيضا إدارة الوقت والتنسيق مع المهام الأخرى ومحاولة عمل توازن ما بين المجالين. مع مرور الوقت، استطعت التوفيق أكثر بين المجالين وأيقنت أن الفن ما هو إلا نافذة هروب يومية صغيرة من ضغوطات الحياة والعمل، مهرب نستطيع به تفريق الشحنات السلبية واستعادة الهدوء والتوازن النفسي.
شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حدثينا عن أهم هذه المشاركات؟
شاركت في العديد من المعاضر الفنية منها المحلية والدولية وذلك لعرض تجربتي وأعمالي الزخرفية، هنا سأتطرق لعرض بعض من أبرز الإنجازات:
– المعرض الفني الدولي International Contemporary Online تحت تنظيم Artroom Online Gallery
– المعرض الخيري للأعمال الفنية تحت تنظيم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية و وزارة الصحة.
– أهم محفل فني بآسيا – New Artist Opencall 2020
– المعرض الفني الرقمي “رَمضان في العزل” تحت تنظيم متحف الفن الخليجي الرقمي التابع لمجلة سِكّة الإماراتية.
– المعرض الرقمي التشكيلي الدولي #ابداعات_عربية_وعالمية تحت تنظيم جمعية فن لا حدود بفرنسا ، جاليري تناغم الفن بجدة ، رؤى عربية بمصر. وغيرها الكثير
ما المعرض الجديد الذي تستعدين له حاليًا، وما فكرته العامة؟
في الوقت الحالي أعمل على تجهيز مجموعة من الأعمال الفنية لصالح عدة معارض فنية قادمة بأفكار مختلفة أبرزها معرض فني ستكون فكرته الاساسية تدور حول إظهار جمالية المصر العماني والمقتنيات العمانية التراثية والتقليدية. من جانب آخر أعمل أيضا على توسيع نطاق التعاونات الفنية مع مختلف أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وذلك عن طريق تزيين الديكورات وتقديم الخدمات الفنية كالرسم على الجدران بفن زخارف الماندالا وغيرها الكثير حسب طلب العملاء.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
في الحقيقة لا توجد لدي أي هوايات أخرى غير الفن والرسم، معظم أوقات الفراغ تذهب في صالح تجهيز لوحات فنية وتجربة تقنيات جديدة لتطوير هذا الفن وتقديم مستويات متقدمة في سبيل عرضها والمشاركة بها في المعارض الفنية المحلية والدولية.
ما هو طموحك كفنانة ورسامة؟
عند الحديث عن طموحي كفنانة تشكيلية، هو تمثيل سلطنة عمان في مختلف المحافل الفنية على الصعيد المحلي والدولي، لنشر هويتي الفنية وإيصالها لكل هواة ومحبي الفن. واحدة أيضا من أبرز الطموحات المستقبلية انشاء جاليري خاص بفردوس يتضمن كل أعمالها الزخرفية ويكون بنفس الوقت مركزا أساسيا لتعليم وتدريب الهواة والمبتدئين على أساسيات فن زخارف الماندالا. هدفي هو نشر فني لأبعد الحدود في هذا العالم، وسأعمل بجد لكي أرى اسمي وفني في أبرز الصالات والمعارض العالمية.
كلمة تودين أن تصل لمحبي الفن التشكيلي؟
استخدم فنك وفرشاتك ولونك لإيصال صوتك وهويتك للعالم، باستطاعة الفن أن يخلق تغييرا ملحوظا في قضايا البشرية ويساهم في جميع الثقافات باختلافها من خلال المشاركة في المعارض والفعاليات الفنية حيث تجتمع الابداعات باختلاف أصولها وجذورها.
من يلفت نظرك من الفنانين سواء المحليين أو العالميين؟
هناك الكثير من الفنانين المحليين والعالميين الذين لفتوا نظري خلال مسيرتي الفنية أذكر منهم الفنان أنور سونيا فهو الأب الروحي للفن العماني قضى عمره في صنع الفن والفنانين بإنجازاته التي لم يتوقف عنها إلى يومنا هذا وهو ما ألهمني لإكمال المسير في المجال الفني وما زال يلهم الكثير.
ماذا عن أقرب الجوائز لقلبك؟
إذا تحدثنا عن أقرب الجوائز لقلبي، فسوف أذكر هنا تتويجي وحصولي على الجائزة الشرفية على مستوى السلطنة في مسابقة المعرض السنوي للفنون التشكيلية للشباب، والتي كانت محطة الإنطلاق للمشاركات الفنية وبذات الوقت كانت دافعا قويا لي كي أستمر بعطائي الفني. في يومها لم أكن أبدا أتوقع أن يتم اختيار أعمالي للفوز بهذا الجائزة، لأنني كنت ما زلت في بداياتي المتواضعة وكانت أول مشاركة وظهور فني لي على الساحة الفنية العمانية فاستبعدت حينها فرص عرض الأعمال فكيف بها أن تحصل على جائزة. هذه الجائزة والتتويج أثبت لي أن لي موهبة مميزة وعلي أن أطورها حنيذاك وأن أستمر بمشاركتي في الفعاليات لكي أصل لجمهور أكبر و أنشر فني بكل ما أوتيت من شفف و قوة وهذا ما أفعله إلى يومنا هذا.
رابط حساب الانستجرام للإطلاع على صورالأعمال الزخرفية: