هنّ _ خاص
يعدّ الطبخ هوايةً ممتعة ومفيدة للكثير من الناس، فهي تسمح لهم بتعلّم أساليب جديدة لإعداد الطعام وتناول وجبات صحية ولذيذة في نفس الوقت. ومن بين هؤلاء الأشخاص، نجد الكثير من النساء اللواتي يجدن في الطبخ شغفاً واهتماماً كبيراً.
منى المعشني.. سيدة متميزة وموهوبة في فن الطبخ، وهي صاحبة برنامج “بيت المنى” الذي يحظى بشعبية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تعالوا معنا لنتحدث معها عن تجربتها في عالم الطبخ ورحلتها في إنشاء برنامجها الناجح.
ماذا يمثل الطبخ بالنسبة لك، وكيف تعلمته؟
الطبخ بالنسبة لي شغف حقيقي ومتعة كبيرة. بدأت أطبخ منذ أن كان عمري 17 سنة ولأنني كنت أقيم في الغربة لسنوات طويلة فقد اعتمدت على نفسي وتعلمت طهي الطعام بسرعة. وطبعا وجودي في وسط محيط دبلوماسي علمني البروتوكول والاتيكيت ومهارات تقديم الطعام إلى جانب مهارات إعداد وصفات وأطباق متنوعة من دول مختلفة.
كيف بدأت فكرة برنامج “بيت المنى”؟
لسنوات طويلة كنت أتعامل مع الطبخ كهواية خاصة بي فقط. لكن في السنوات الأخيرة قررت أن أشارك الناس هذه الموهبة من خلال برنامج “بيت المنى” الذي أطلقته عبر حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت فكرته تقوم على استضافة مؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركتهم تجربة الطهي وإعداد الطعام في منزلي. وكوني أملك عدد متابعين لا بأس به فقد ساهم هذا في وصول البرنامج للناس ونجاحه بسرعة.
ما هي نوعية الأطباق التي تعدينها؟
لست متخصصة بمطبخ محدد، وأطبخ ما يحلو ويطيب لي. طبيعة الحياة التي عشتها أثرت بي وساهمت بتنوع أفكاري وغناها ومنها كثرة تنقلي من بلد لبلد كونني زوجة دبلوماسي، إضافة إلى أن والدتي رحمها الله مصرية الجنسية وأنا من مواليد المملكة العربية السعودية. لدي صديقات من دول الخليج وسورية ولبنان والعراق والأردن والسودان والمغرب العربي. كل هذه الأمور معا ساهمت بتكوين شخصية مختلفة لي وفتحت آفاق المعرفة والتعلم أمامي. فتعلمت وصفات مختلفة وهو ما منحني بصمة مميزة في عالم الطبخ.
وطبعا عندما استقريت في بلدي اخيرا استمتعت وأنا أتعلم وأطبق الأكلات العمانية لكن بطريقتي الخاصة، لأني مؤمنة أن الطبخ إبداع وابتكار ومن الجميل أن نضيف على الوصفات لمساتنا الخاصة وهذا طبعا يأتي مع العمر والخبرة.
هل تطبقين الوصفات بطريقة تقليدية أم تضيفين لمساتك عليها؟
من المستحيل أن أعد وصفاتي بطريقة تقليدية أو حتى أتبع وصفات شخص ما. من المهم بالنسبة لي أن ألحق إحساسي وأضيف لمستي الخاصة، وفي أحيان أجرب أكثر من طريقة حتى أصل للوصفة التي ترضيني. لا شيء ثابت في الطهي فما أحبه اليوم قد أكتشف غدا ما يجعله ألذ فأغير الوصفة. الطبخ عالم كبير ومن المهم لمن يمارسه أن يوسع آفاقه وتكون لديه القدرة على التغيير حتى تتكون له بصمته ولمسته الخاصة.
في المنزل هل تطبخين لعائلتك بشكل يومي أم تعتمدين على المساعدة؟
لدي طبعا عاملات لكني أحب أن أطبخ بنفسي.
ما هي أسرار المطبخ التي تعلمتها من جدتك وأمك؟
في الحقيقة الغربة هي من علمتني وجعلتني أعتمد على نفسي فقد تزوجت صغيرة جدا بعمر 15 سنة، وانتقلت مع زوجي الذي يعمل دبلوماسيا للعيش في الجمهورية التركية وهناك بدأت أتعلم فنون الطبخ. ربما لم أحظ بالوقت لأتعلم من جدتي أو أمي أية أسرار. لكني أعتقد أن حب الطبخ ورثته عنهما فهما شغوفتان أيضا بالطبخ وحاليا ابنتي ورثت عني نفس الشغف والاهتمام.
ما هي النصيحة التي توجهينها للمتدربات لديك؟
أدعوهم لأن يعدوا الطعام بحب وتفاؤل. هذه أهم نصيحة أقولها لهم. فمشاعرنا وطاقتنا تنتقل من خلال الطعام إلى الناس الذين يأكلون لذلك أحثهم على الطاقة الإيجابية دائما، وأنا أحرص على أن أطبخ بنفسية جميلة لأنني مؤمنة أنني لو طهيت الطعام وأنا غاضبة وحزينة فإن طاقتي ستصل لأهل البيت وستنتقل هذه المشاعر لهم.
بعد بيت المنى ما هو هدفك؟
طموحاتي كثيرة طبعا وأهدافي لا تنتهي. حاليا بدأت أقدم دورات تدريب على الطبخ وأشعر بأنني سعيدة ومستمتعة جدا بهذا المجال الذي يتيح لي مشاركة الناس خبرتي البسيطة وأتمنى أن أتوسع في هذا الجانب.
هدفي القادم الأهم هو تأسيس مطعمي الخاص الذي سأطهو فيه بنفسي وأستمتع بتقديم أشهى المأكولات للناس.