spot_img
المزيد

    ميثاء المقيمية: قلبٌ ينبض بالحب لدعم أطفال السرطان

    spot_img

    هنّ _ خاص

    ميثاء المقيمية، تلك الشخصية النبيلة التي لم تكتفِ بالعيش من أجل نفسها، بل قررت أن تكون ملاكًا حارسًا للأطفال المصابين بالسرطان. منذ عام 2010، انطلقت في عالم العمل التطوعي، لتصبح منذ 2016 ملهمة حقيقية للشجاعة والعطاء، حيث تقود فريق “زمرد” التطوعي بتفانٍ وحب لا مثيل له. في كل خطوة تخطوها، وفي كل لحظة تقضيها مع هؤلاء الأطفال الأبطال، تشعّ منها روح الأمل والإصرار. ورغم التحديات التي قد تواجهها، من عدم التوازن بين المسؤوليات العديدة واللحظات العاطفية الصعبة، تظل ميثاء ثابتة في مسعاها لدعم هؤلاء الأطفال وجعل حياتهم أكثر إشراقًا. هي ليست مجرد متطوعة، بل هي قلب ينبض بالحياة والمساندة لمن يحتاجها.

    سبق لميثاء العمل في القطاع الخاص، وهي حاليًا باحثة عن عمل. ورغم عدم استكمالها للدراسة الجامعية بسبب ظروف خاصة، وجدت شغفها في العمل التطوعي، حيث دمجت بين مجالات تحلم بدراستها مثل التعليم، التمريض، وعلم النفس، لتجعل منها وسيلة للرعاية والدعم. نشأت في بيئة مليئة بالحب، رغم أن عائلتها بعيدة عن المجال التطوعي، إلا أنهم يؤمنون بمساندة الآخرين. وهكذا، أصبحت ميثاء الوحيدة في العائلة التي تمتلك شغفًا بالعمل التطوعي وانضمت إلى عدة فرق في هذا المجال.

    🔻بداية حدثينا عن الدور الذي تقومين به كرئيسة لفريقز مردالتطوعي؟ وما الذي دفعك للبدء بهذا العمل الإنساني؟

    بصفتي رئيسة لفريق “زمرد” التطوعي، يتمثل دوري في وضع مبادرات مبتكرة وسلسة تلبي احتياجات الفئة المستهدفة، مع الحرص على أن تكون ذات أثر إيجابي ومستدام في المجتمع.

    الدافع الإنساني، والعاطفة الصادقة، وحب الخير كانت المحركات الأساسية لبدء رحلتي في العمل التطوعي. فنحن نعيش في مجتمع يقوم على التعاون والعطاء، وهي فطرة متأصلة فينا.

    🔻كيف كانت بدايتك مع الأطفال المصابين بالسرطان؟

    بدأت رحلتي مع الأطفال المصابين بالسرطان في عام 2016، عندما زرت قسم أمراض الأورام والدم للمرة الأولى. كان تواصلي العفوي معهم مفتاحًا للوصول إلى قلوبهم، فبدأت بعلاقة مع طفل واحد، وسرعان ما وجدت نفسي محاطة بجميع الأطفال، أشاركهم لحظاتهم وأمنحهم الدعم الذي يحتاجونه.

    🔻ما الذي يلهمك للاستمرار في تقديم الدعم المعنوي لأطفال السرطان رغم كل التحديات؟

    رغم صعوبة التحديات وقطع المسافات، إلا أنني أبحث دائمًا عن حلول تمكنني من البقاء إلى جانبهم، لأنهم بحاجة للدعم والاحتواء. محبتهم الكبيرة لي هي الدافع الذي يمنحني القوة للاستمرار في مساندتهم مهما كانت الظروف.

    🔻 وما هي اللحظة التي شعرت فيها أن وجودك بجانبهم قد أحدث فرقًا في حياتهم؟

    شعرت بأن وجودي أحدث فرقًا حقيقيًا عندما بدأت أتلقى اتصالات من الأمهات أو من الأطفال أنفسهم يسألون عني بلهفة: “وينك؟ ما جيتي؟”. كما أن ملاحظات الكادر الطبي والتمريضي حول التغيير الإيجابي في نفسية الأطفال، وطلبهم دعمي، إلى جانب كلمات الشكر والفرح من “الشجعان”، كانت دليلًا على الأثر الذي تركته في حياتهم.

    🔻ماذا يعني لكِ تقديم الرعاية والدعم المعنوي لهؤلاء الأطفال؟

    يعد تقديم الرعاية والدعم المعنوي لهؤلاء الأطفال أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لي، فهو يسهم بشكل كبير في تحسين حالتهم النفسية، مما يساعدهم على تقبل العلاج، والالتزام بالأدوية، واتباع نظام غذائي صحي. فالدعم النفسي ليس مجرد مواساة، بل هو جزء أساسي من رحلتهم نحو الشفاء.

    🔻وكيف ترين أثر ذلك على حالتهم النفسية؟

    أثر الدعم المعنوي يظهر بوضوح في تحسن نفسياتهم، فمجرد رؤيتهم يضحكون، يمزحون، ويملؤون القسم بروح المرح والمشاكسة البريئة، يكفي ليؤكد أن وجودي معهم يصنع فرقًا حقيقيًا في حياتهم.

    🔻حدثينا عن قصة أو موقف مع أحد الأطفال المصابين بالسرطان أثر فيكِ بشكل عميق؟

    لكل طفل حكاية خاصة في حياتي، فهم يسكنون أعماق قلبي بكل تفاصيلهم. من بين القصص التي أثرت فيّ بشدة، كانت حكاية ضافي، الذي لا يزال متربعًا في وجداني رغم ألم الفقد. ورغم قسوة الوداع، لا بد من الاستمرار. وعلى الجانب الآخر، هناك أطفال تعافوا بفضل الله، مثل إيثار، الذين تركوا أثرًا عظيمًا في نفسي. أما البقية، ففي كل لقاء معهم أجد بصمة جديدة تلامس روحي وتعمّق إيماني برسالتي.

    🔻وكيف يؤثر العمل التطوعي مع هذه الفئة على حياتك الشخصية؟

    العمل التطوعي مع هذه الفئة غيّر حياتي تمامًا، فالتضحية أصبحت جزءًا من يومي، حيث أضع احتياجاتهم قبل حياتي الشخصية في كثير من الأحيان. ورغم التحديات، كصعوبة شرح طبيعة ما أقوم به لمن لا يدركون قيمة العطاء دون مقابل، أو لمن يرون أن التطوع يجب أن يكون بحدود ساعات معينة، إلا أنني أجد نفسي منغمسة فيه يوميًا. ربما لا أملك إجابة واضحة عن كيفية تحقيق التوازن، لكنني أحاول أن أكون منصفة بين شغفي التطوعي وحياتي الشخصية.

    🔻هل واجهت لحظات شعرت فيها بالإنهاك العاطفي؟

    نعم، مررت بلحظات شعرت فيها بالإنهاك العاطفي، الحزن والضغط النفسي، عندما يتعرض أي طفل للمرض. أوقات الألم تبقى عالقة في ذهني، خصوصًا عندما أرى الأطفال يبكون أو يعانون، أو عندما أفقد طفلًا. أكثر اللحظات صعوبة هي عندما أكون موجودة إلى جانب طفل في لحظاته الأخيرة، ويطلب مني أن أبقى بجانبه، وهذا ألم لا يوصف. رغم قسوة هذه اللحظات، أؤمن أنهم ملائكة سنلتقي بهم في الجنة.

    لكي أظل قوية، أذكر نفسي بأن هناك أطفالًا آخرين ينتظرون مني الدعم. لذلك، أرفع من معنوياتي، لكنني بحاجة لوقت، ربما عشرة أيام أو خمسة، لأعود “ميثه” من جديد. في هذه الفترة، أذهب إلى الشاطئ أو أكتب يومياتي، لكن لا أوقف زياراتي لهم أبدًا.

    🔻ما هي التحديات التي تواجهينها في إدارة فريقزمردالتطوعي وفي عملك لدعم هؤلاء الأطفال؟

    التحدي الأكبر الذي أواجهه هو التوازن بين إدارة فريق “زمرد” والمبادرات الخاصة بالفريق، وبين المبادرات الفردية التي أقوم بها لدعم الأطفال الشجعان في الأقسام المختلفة. في بعض الأحيان، لا أجد الوقت الكافي لتكريس ما كنت أخصصه سابقًا للفريق، مما يجعل من الصعب الحفاظ على التوازن بين المسؤوليات المتعددة.

    وكيف تتغلبين عليها؟

    نحن كفريق نحاول دائمًا أن نساند بعضنا البعض. ففريقي يدعمني في عملي الفردي، وأنا بدوري أعتبر دعم الفريق وأداء واجبي تجاهه جزءًا من مسؤوليتي. بهذا التناغم والتعاون بيننا، نتمكن من إدارة كل شيء بفاعلية، ونوازن بين العمل الجماعي والفردي بشكل أفضل.

    🔻برأيك كيف يمكن لأفراد المجتمع المساهمة في دعم مثل هذه المبادرات المجتمعية؟

    يمكن لأفراد المجتمع المساهمة في دعم مثل هذه المبادرات من خلال تقديم الدعم والمساندة لي وللفريق، سواء كان ذلك عن طريق التطوع، أو حتى نشر الوعي حول أهمية العمل التطوعي وتأثيره. كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، تعزز جهودنا وتساعد في تقديم العمل على أكمل وجه.

    🔻 وما هي رسالتك لكل من يرغب في البدء بالتطوع؟

    رسالتي لكل من يرغب في البدء بالتطوع هي أن التطوع هو رسالة نبيلة تنبع من القلب. كل ما عليك هو أن تعقد النية الصافية، لأن العمل التطوعي لا يقاس بالمال فقط، بل يبدأ بتلك الابتسامة التي قد تغير حياة شخص.

    🔻مع تجربتك العميقة في العمل التطوعي، ما الذي تتمنين تحقيقه على المدى الطويل لدعم أطفال السرطان؟

    أتمنى على المدى الطويل أن أتمكن من الحصول على الدعم اللازم للمبادرات المستدامة التي تركز على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال المصابين بالسرطان. الهدف هو أن نقدم لهم ما هو مفيد ويخدمهم بشكل مستمر، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم ويمنحهم الأمل في مواجهة التحديات.

    🔻أخيرًا، إذا كان بإمكانكِ توجيه رسالة لأطفال السرطان وأسرهم، ماذا ستقولين لهم؟

    رسالتي لأطفال السرطان وأسرهم: أنتم رائعون وأنتم أبطال الحكاية وشجعاننا. لقد تحديتم الصعاب وواجهتم المعارك بشجاعة، ونحن هنا من أجل دعمكم دائمًا. كونوا بخير، وتذكروا أن الأمل دائمًا موجود وأنكم أقوى مما تتصورون.

    🔻كيف ترين دور الإعلام في تسليط الضوء على العمل التطوعي وقصص الدعم الإنساني مثل قصتك؟

    أعتقد أن الإعلام له دور كبير في تسليط الضوء على العمل التطوعي وقصص الدعم الإنساني، ولكننا بحاجة إلى أفكار متجددة ومبتكرة لتسليط الضوء على الأشخاص والفرق التطوعية بشكل أعمق. يجب أن يتواكب الإعلام مع عصر التقنية ويستخدم المنصات الحديثة لعرض هذه القصص الإنسانية المؤثرة، مما يعزز من تأثيرها ويشجع الآخرين على الانخراط في العمل التطوعي.

    🔻إذا أردتِ تلخيص رسالتك في الحياة، فكيف تعبرين عنها؟

    رسالتي في الحياة هي أن الحياة مليئة بالأحداث والتحديات، والصدق هو الرسالة التي وضعها الله أمامنا لتحقيق غاياتنا. اعمل بصدق اليوم، لتجد أثر عملك في المستقبل.

    الانستغرام: @miootha

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا